قوله: (أمتي) إشارة إلى [أن] الفِرَقَ المبتَدعة كلهم مسلمون.
قوله: "حَذْوَ النَّعْلِ بالنَّعْلِ"، (الحذو): جعل الشيء مثل شيء آخر، و (حَذْوَ النَّعل) منصوب على المصدر؛ أي: حذوا مثل حذو النعل بالنعل، فحذف (حذو) و (مثل) كلاهما، وأقيم (حذو النعل) الذي هو مضاف إليه بمثل مقام (مثل) فنصب؛ يعني: أفعال بعض أمتي في القُبْحِ مثل أفعال بني إسرائيل، كما أن إحدى نعلَي الرِّجْلِ مثل نعل الرِّجْلِ الأخرى.
قوله: "حتى إن كان منهم من أَتى أمَّهُ علانيةً"، (أتى) ها هنا معناه: جامع وزنى.
و"مَنْ يصنعُ ذلك"؛ أي: مَنْ يفعلُ ذلك، (تفرق) و (افترق) هنا معناهما واحد، (الملة) كل فعل أو قول اجتمع عليه جماعة، وقد يكون حقًا كملةِ الإسلام، وهي كما اجتمع عليه أهل الإسلام من الدين، وقد يكون باطلًا كما اجتمع عليه الجبرية والمعتزلة من الأفعال والاعتقاد.
قوله: "كلهم في النار"؛ يعني: كلهم يفعلون ويعتقدون ما هو مُوجِب دخول النار، فإذا فعلوا ما هو مُوجِب دخول النار؛ فإن كان كُفرًا وماتوا عليه، دخلوا النار البتة، ولا يخرجون من النار البتة، وإن لم يكن كفرًا، فهو إلى الله تعالى، إن شاء عفا عنهم، وإن شاء عذبهم بذلك، ثم يخرجهم ويدخلهم الجنة البتة.
قوله عليه الصلاة والسلام: "ما أنا عليه وأصحابي"؛ يعني: ما أنا وأصحابي عليه من الاعتقاد والقول والفعل فهو حق، وما عداه فهو باطل.
فإن قيل: بأي شيء يُعرف ما عليه النبي عليه السلام وأصحابه رضوان الله عليهم.
قلنا: بالإجماع، فما اجتمع عليه علماء الإسلام فهو حق، وما عداه فهو باطل