قوله: "لا ألفِيَنَّ"؛ أي: لا أجِدَنَّ، الإلفاء: الوِجْدَان.
قوله: "متكئًا على أريكته"، (الأريكة): السرير المزين، والمراد من (متكئًا على أريكته): التكبر والسلطنة.
"مما أمرت به" بدل من "أمري" بتكرير العامل.
قوله: "لا أدري"؛ يعني: يقول: لا أدري غير القرآن، ولا أَتَّبِعُ غير القرآن، "فما وجدنا في القرآن اتبعناه".
يعني: لا يجوز لأحد أن يتكبر ويعرض عن أحاديثي، ولا يقبلها، ولا يعمل بها، فمن لم يقبل قولي، فكأنه لم يقبل القرآن؛ لأن الله تعالى قال: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} [الحشر: 7]، وقال تعالى أيضًا: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ} [النساء: 59]، فطاعة الرسول فرضٌ، ومن عصاهُ فقد عصى الله.
و"أبو رافع" مولى النبي عليه السلام، اختلف في اسمه، فقيل: إبراهيم، وقيل: أسلم، وقيل: هرمز، وقيل: ثابت، وكان قبطيًا.
* * *
127 - عن المِقْدام بن مَعْدِيْ كَرِب - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أَلا إِنِّي أُوتيتُ القرآنَ ومثْلَهُ معهُ، لا يُوشكُ رجلٌ شَبْعانُ على أريكتِه يقول: عليكم بهذا القرآن، فما وجدتُم فيه مِنْ حلالٍ فأَحِلُّوه، وما وجدتُمْ فيهِ مِنْ حرامٍ فحرِّمُوه، وإنَّ ما حرَّم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كما حرَّم الله، ألا لا يحلُّ لكم الحمارُ الأهليُّ، ولا كلُّ ذي نابٍ من السِّباع، ولا لُقَطَةُ مُعاهِدٍ إلاَّ أن يستغنيَ عنها صاحبُها، ومَنْ نزلَ بقومٍ فعليهم أن يَقْرُوه، فإنْ لم يَقْرُوه فله أنْ يُعقِبَهُمْ بمثْلِ قِراه".