مِنَ الحِسَان:
125 - عن رَبيعةَ الجُرَشيِّ - رضي الله عنه - قال: أُتيَ نبيُّ الله - صلى الله عليه وسلم - فقيل له: لِتنَمْ عينُك، ولْتسمَعْ أذُنُك، ولْيَعقِلْ قلْبُك، قال: "فنامتْ عَيْني، وسمعَتْ أُذُني، وَعقَلَ قلْبي، قال: فقيل لي: سيِّدٌ بنى دارًا، فصنَعَ فيها مَأْدُبةً، وأرسلَ داعيًا، فمنْ أجابَ الدَّاعيَ دخلَ الدارَ، وأكلَ من المَأْدُبة، ورضيَ عنهُ السيِّدُ، ومَنْ لمْ يُجبْ الدَّاعيَ لمْ يدخلِ الدَّارَ، ولمْ يأْكل من المأدُبة، وسخِطَ عليه السيِّد، قال: فالله السيِّدُ، ومحمدٌ الداعي، والدارُ الإِسلامُ، والمَأْدبةُ الجنَّة".
قوله: "أُتِيَ نبيُّ الله - صلى الله عليه وسلم -" - بضم الهمزة وكسر التاء وفتح الياء - يقال: أَتَيْتُ زيدًا وأُتِيَ زيدٌ؛ أي: أَتَىَ أحدٌ إلى زيدٍ، ومعناه هنا: أتى مَلَكٌ إلى رسول الله عليه السلام، وقال له: "لِتَنَمْ"؛ يعني لتكن عينُكَ وأذنك وقلبك حاضرة، لا تنظر بعينك إلى شيء، ولا تُصْغِ بأذنك إلى شيء، ولا تُخْطِرْ شيئًا في قلبك؛ يعني: كن حاضرًا حضورًا تامًا؛ لتفهم هذا المثل.
فأجابه رسول الله عليه السلام: بأني قد فعلت ما تأمرني، (قال)؛ أي: قال رسول الله عليه السلام: (فقيل لي)؛ أي: قال لي ذلك المَلَكُ، وباقي الحديث معناه ظاهر.
و"ربيعة" اسم أبيه: عمرو الجُرَشي، وهو من أصحاب الشام، وكان يُفَقِّهُ الناس.
* * *
126 - وعن أبي رافِعٍ - رضي الله عنه -: أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا أُلفِيَنَّ أحدَكُمْ متَّكِئًا على أَريكتِه، يأْتيه الأمرُ مِنْ أمري مما أَمَرتُ بهِ أو نَهَيتُ عنه، فيقول: لا أَدري، ما وجدنا في كتابِ الله اتَّبعناه".