فيكون معناه - والله أعلم -: أن فتنة الدجال وشدة بلائه على المؤمنين تكون في أول الأمر أشدُّ وأصعبُ، وكلما يمتدُّ الزمان، يضعفُ أمره، ويهونُ كيده؛ لأن الحقَّ يزيد كل وقت نورًا وعلاءً، والباطلَ يزيدُ امِّحاءً واضمحلالًا.

وأيضًا فإن الناسَ إذا اعتادوا (?) بالبلاء والمحنة، فإنه يهون عليهم إلى أن يضمحلَّ أمره وكيده بالكلية، فهذا معنى قوله - صلى الله عليه وسلم -: يوم كسنةٍ، وشهرٍ، وجمعةٍ.

وأما سؤالهم عن صلوات تلك الأيام فمعناه - والله أعلم -: أنهم إذا وقعوا في ذلك البلاء العظيم، فيرخَّص لهم في ترك بعض الصلوات، كما يرخص المريض في ترك بعض الأركان، والمقاتل في بعضها، والمغشي عليه في ترك الجميع، ويلزمه القضاء، فهل تسقطُ عنهم في تلك الأحوال والأهوال؟

فأجاب - صلى الله عليه وسلم - بأنه لا يسقط عنهم التكليف؛ لبقاء العقلِ المنوطِ به.

قوله: "فيأمر السماءَ فتمطرُ، والأرضَ فتنبتُ، فتروحُ عليهم سارحتُهم أطولَ ما كانت ذُرى": (السارحة): الماشية التي تسرحُ بالغداة إلى مراعيها.

وقال شمر: (السارحة): الإبل والغنم، ذكره في "الغريبين".

(الذُّرى): جمع ذروة، وهي أعلى السنام.

و"أسبغَ": أتمَّ.

"الضُّروع": جمع الضرع، وهو الثدي.

و"أمدَّه"؛ أي: زاده (?).

"الخواصر": جمع خاصرة، وهي ما تحت الجنب.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015