قوله: "شاب قَطَطٌ": يقال: جَعِدٌ قَطَطٌ؛ أي: شديد الجعودة؛ يعني: شعره كشعر الزنج.

قوله: "كأني أشبهه بعبد العُزَّى بن قَطَنٍ": (عبد العزَّى) - بضم العين - يهودي (?)، وتشبيهه - صلى الله عليه وسلم - بعبد العزى إشارةٌ إلى أنه كذَّاب؛ لأنه من اتَّسم بسمةِ الحدوث، واتصف بصفة النقائص والعيوب لا ينبغي له هذه الدعوى، وكيف حال من هو أضعفُ البشر خلقة، وأنقصهم بنية؛ لكونه مَؤوفًا بأقبحِ آفةٍ، وهو العور؟!

فالحاصل: أن في دعواه الكاذبة استحالةٌ عظيمة بحيث يستحيلُ البحث فيه ذهنًا؛ لأن العلمَ بكذبه الصراح بديهيٌّ، فإذن لا حاجةَ إلى البيان والبرهان، فسبحانه عن الشبيه والنظير.

قوله: "فمن أدركَهُ منكم فليقرأْ عليه فواتحَ سورةِ الكهف": (الفواتح): جمع فاتحة، وهي أولُ كلِّ شيء؛ يعني: من أدرك زمانه فليقرأ أوائلَ سورة الكهف، فإنه وقي وحفظ من فتنته.

ورُوِي أنه - صلى الله عليه وسلم - قال: "من داومَ على قراءةِ سورِة الكهفِ وُقِي فتنةَ الدجَّال، لو أدرك زمانه".

إن قيل: لم خُصِّصت فواتح الكهف من بين سائر القرآن؟

قيل: مثل هذا من التعبدات التي لا يُعقَل معناها، ويحتمل أن يقال: لأن فواتحها مشتملةٌ على قصة أصحاب الكهف، وعصمتهم من دقيانوس وجنده،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015