قوله: "فأما الذي يراه الناس ماءً فنارٌ تُحرِقُ، وأما الذي يراه الناس نارًا فماءٌ باردٌ عذبٌ"؛ يعني: إذا غضب على من يكذبه ورماه في ناره، جعل الله تعالى ناره ماءً باردًا، كالنار النمرودية التي جعلها لخليله - عليه الصلاة والسلام - بردًا وسلامًا، وإذا رضي عمن صدقه، وأعطاه من مائه، جُعِلَ له ماؤه العذب البارد النارَ المحرقةَ المخلدة الدائمة.

واعلم أن ما يظهر من فتنته لا يكون له حقيقة، بل تخييلٌ منه وشَعْبذَةٌ، كما يفعله السحرة والمُعشبذُون.

ومعنى الشعبذة: تخيُّلُ الخيالات الباطلة، ويتوهَّمُ لأشياء حقائقَ، كما يفعل المشعبذُ بأخذِ ثوب أحد، وتمزيقه تخييلاً، ثم ينفضُهُ صحيحًا، فهو أحد الحيل.

فالحاصل: أن من ابتُلِي بزمانه ينبغي أن يكون صابرًا على بلائه، متمسكًا بدينه، مستعينًا بربه، معتقدًا بأنه لا يضرُّ ولا ينفع، ولا يعطي ولا يمنع في العالم إلا الله سبحانه وتعالى.

قوله: "ممسوح العين"؛ أي: له عينٌ واحدة، وموضعُ عينٍ أخرى ممسوحٌ مثل جبهته، ليس له أثر العين، وعلى تلك العين ظفرة.

و"الظَّفرة": جلدةٌ تغشي العين ناتئةٌ من الجانب الذي يلي الأنف على بياض العين إلى سوادها، قاله في "منتخب الصحاح".

قال الأصمعي: (الظَّفرة): لحمة تنبت عند المآقي، وأنشد:

بعينِها منَ البكاءِ ظَفَرَةْ

حلَّ ابنها في السِّجنِ وَسْطَ الكَفَرَةْ

قاله في "الغريبين".

* * *

طور بواسطة نورين ميديا © 2015