4230 - وعن حُذَيْفة قالَ: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "الدَّجَّالُ أَعْوَرُ العَيْنِ اليُسْرَى، جُفَالُ الشَّعَرِ، معَهُ جَنَّتُهُ ونارُهُ، فنارُهُ جنَّةٌ، وجَنَّتُهُ نارٌ".
قوله: "أعور العين اليسرى ... " إلى آخره. قال في هذا الحديث: إنه أعور العين اليسرى، وفي الحديث المتقدم: "أعور العين اليمنى".
فإن قيل: كيف التوفيق بين الحديثين؟
قيل: اختلافُ اليسرى واليمنى في الرواية، لا تناقضٌ في قوله عليه الصلاة والسلام، بل يكون بالنسبة إلى أشخاص متفرقة، فقوم يرونه أعور اليسرى، وقوم يرونه أعور اليمنى؛ ليدل على تخييل أمره وبطلانه؛ لأنه إذا كان لا ترى خلقتُهُ كما هي دلَّ على أنه ساحرٌ كذَّابٌ.
وأيضًا يجوز أن يفعلَ ذلك بنفسه شعبذةً وإيهامًا للقدرة أو بتقديرٍ إلهي إذا أراد إضلال قوم، كما سيَّر معه جبالًا وجنانًا ونيرانًا، فجميعُ أحواله على الانقلاب، فكذا خلقته.
وقيل: كلُّ واحدة في زمان، فاختصَّ أحد الحديثين بزمان.
وقيل: يحتمل أن المراد به: نفيُ اليمنى واليسرى عنه، وإثباتُ ضدَّهما فيه.
قوله: "جُفال الشعر"، (الجفال) بالضم: كثير الشعر.
* * *
4231 - عن النَّوَّاسِ بن سَمْعانَ قال: ذَكَرَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - الدَّجَّالَ فقال: "إنْ يَخْرُجْ وأنا فيكُم فأَنا حَجِيْجُهُ دُونَكُمْ، وإنْ يَخْرُجْ ولَسْتُ فيكُم فامرُؤٌ حَجِيْجُ نَفْسِهِ، والله خليفَتي على كُلِّ مُسْلِمٍ، إنَّهُ شابٌّ قَطَطٌ عينُهُ طافِئةٌ، كأنَّي أُشَبهُهُ بِعَبْدِ العُزَّى بن قَطَنٍ، فَمَنْ أَدْرَكَهُ منكُمْ فلْيَقْرأْ علَيهِ فواتِحَ سُورةِ الكَهْفِ".