عن جميع الخير والبركة.

وقيل: لأنه يتردَّدُ في جميع الصحارى والبلاد إلا مكة والمدينة، فإنه يحرمُ من دخولها.

وقيل: سُمِّي بالمسيح؛ لأن إحدى عينيه ممسوحةٌ.

قال في "شرح السنة": (الطافية من العنب): الحبة الخارجة من أخواتها، ومنه: الطافي من السمك؛ لأنه يعلو ويظهر على رأس الماء، يريد: أن حدقته قائمة كذلك.

* * *

4228 - وعن أبي هُريرةَ قالَ: قالَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "ألا أُحدِّثُكُم حديثًا عنِ الدَّجَّالِ ما حَدَّثَ بهِ نبيٌّ قَوْمَهُ؟ إِنَّه أَعْوَرُ، وإنَّهُ يَجيءُ مَعَهُ بمِثْلِ الجَنَّةِ والنَّارِ، فالتي يقولُ: إنَّها الجَنَّةُ هيَ النَّارُ، وإنَّي أُنذِرُكُمْ كما أَنْذَرَ بهِ نُوْحٌ قَوْمَهُ".

قوله: "فالتي يقول: إنها الجنة هي النار": وإنما قال: (هي النار)؛ لأن من اتبعه تصديقًا له يدخل في جنته، ومن دخل في جنته، استحقَّ النارَ الأبدية؛ لكفره، نعوذ بلطفه من عقابه، فلهذا سَمَّى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - جنته نارًا؛ إطلاقًا لاسم السبب على المسبب.

* * *

4229 - عن حُذَيْفةَ، عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "إنَّ الدَّجَّالَ يَخْرُجُ وإنَّ معَهُ ماءً ونارًا، فأمَّا الذي يَراه النَّاسُ ماءً فنارٌ تُحْرِقُ، وأمَّا الذي يَراه النَّاسُ نارًا فماءٌ بارِدٌ عَذْبٌ، فمنْ أدركَ ذلكَ مِنْكُمْ فَلْيَقَعْ في الذي يراهُ نارًا، فإنَّهُ ماءٌ عَذْبٌ طَيبٌ، وإنَّ الدَّجَّالَ مَمْسوحُ العَيْنِ، عليها ظَفَرَةٌ غَليظَةٌ، مَكْتوبٌ بينَ عَيْنيهِ: كافِر، يَقْرَؤُهُ كلُّ مُؤْمِنٍ كاتِبٍ وغيرِ كاتِب".

طور بواسطة نورين ميديا © 2015