أحدهما: أن الإله تجبُ سلامةُ ذاته من الآفات والعيوب.
والثاني: أنه لو كان إلهًا لأزال عيبَ نفسه، ولم يرضَ بنفسه النقصانَ، ثم عورُهُ إن كان من قبل نفسه، فالإلهُ لا يُنقِصُ أوصافه، وإن كان من قبل غيره، كما هو حق، فهو المخلوقُ الناقصُ، فيلزم أن يكون كبقية المخلوقين الجائرين الظالمين.
فإن قيل: ما الحكمةُ في أنه خُلِق أعور؟
قيل: لأنه لو كان مَؤوفًا بآفة أخرى غير العور لم يظهرْ كظهور العور، أو لأنه يكون أمارةً ظاهرةً تدلُّ على كذبه وسحره.
فإن قيل: لو كان أعمى؛ لكان أظهر من العور، فلمَ لم يُخلَق أعمى؟
قيل: لأنه قدَّر الله سبحانه إضلالَ قومٍ به، ولو كان أعمى، لم يكن منه إغواءٌ وإضلال.
* * *
4226 - وقالَ: "إنَّ الله لا يَخْفَى عَلَيكُمْ، إنَّ الله ليسَ بأَعْوَرَ، وإنَّ المَسيحَ الدَّجَّالَ أَعْوَرُ عَيْنِ اليُمْنَى، كأنَّ عَيْنَهُ عِنَبَةٌ طافِيةٌ".
قوله: "وإنَّ المسيحَ الدجَّالَ أعورُ عينِ اليمنى، كأنَّ عينه عنبةٌ طافية": قال الفراء: قال بعض الناس: الدجالُ مِسِّيح - بكسر الميم وتشديد السين - على وزن (فِعِّيل)؛ ليكون فرقًا بين المسيح عيسى - صلوات الله عليه - وبين الدجال.
قال في "شرح السنة": بعض الناس يقولون للدجَّال: مِسِّيح - بكسر الميم وتشديد السين - على وزن (فِعِّيل)، وليس بشيء، بل هما في اللفظ واحد.
وقيل: سمي الدجال (مَسِيحًا) بفتح الميم وتخفيف السين؛ لأنه ممسوحٌ