4223 - وعن أبي ذَرًّ قال: قالَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - حِينَ غرَبَت الشَّمْسُ: "أَتَدْرِي أينَ تَذْهَبُ هذه؟ " قلتُ: الله ورسولُهُ أعلَمُ، قال: "فإنَّهَا تَذْهَبُ حتَّى تَسْجُدَ تَحْتَ العَرشِ، فتستأْذِنُ فيُؤذَنُ لها، ويُوشِكُ أنْ تَسْجُدَ فلا يُقبَلُ مِنها، وتَسْتَأْذِنَ فلا يُؤذنَ لها، ويقالُ لها: ارجِعي منْ حَيْثُ جِئْتِ، فَتَطْلُعُ منْ مَغرِبها، فذلكَ قولُهُ تعالى {وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا}. قال: مُسْتَقَرُّها تَحْتَ العَرْشِ".

قوله: "يقال لها: ارجعي من حيثُ جِئْتِ، فتطلُعُ من مَغرِبها، فذلك قوله: {وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا} قال: مستقرُّها تحتَ العَرشِ": قال محيي السنة في "شرح السنة": قال الخطابي في قوله: {تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا} [يس: 38]: إنَّ أصحابَ التفسير من أهل المعاني قالوا فيه قولين:

قال بعضهم: معناه: ثمَّ الشمسُ تجري لمستقرٍ لها؛ أي: لأَجَلٍ قُدِّرَ لها؛ أي: إلى انقطاع مدَّة بقاءِ العالَم.

وقال بعضهم: (مستقرُّها): غايةُ ما تنتهي إليه في صعودِها وارتفاعِها لأطول يوم في السنة.

وأما قوله - صلى الله عليه وسلم -: "مستقرُّها تحتَ العرشِ"، فلا ننكرُ أن يكونَ لها استقرارٌ تحتَ العرشِ من حيثُ لا ندرِكُهُ ولا نشاهدُهُ، وإنما أَخْبَرَ عن غيبٍ، ولا نكذِّبُ به ولا نكيفُهُ؛ لأن علمَنَا لا يحيطُ بِهِ.

ويحتمل أن يكون المعنى: إنَّ عِلْمَ ما سَأَلْتَ عنه مِنْ مُستقرَّهَا تحت العرش في كتابٍ كُتب فيه مبادئُ أمورِ العالَم ونهاياتها، والوقتُ الذي تنتهي إليه مُدَّتُها، فينقطعُ دورانُ الشمسِ ويستقرُّ عند ذلك، فيبطلُ فعلها، وهو اللوح المحفوظ.

وقال أبو سليمان: وفي هذا - يعني: وفي هذا الحديث الأول - إخبارٌ عن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015