ضُحًى، وأيتهُما ما كانتْ قبلَ صاحِبَتِها فالأُخرَى علَى أَثَرِها قَرِيبًا".

قوله: "إن أولَ الآياتِ خُروجًا طلوعُ الشمسِ من مَغرِبها"، (خروجًا): نُصب على التمييز؛ يعني: (أول الآياتِ) مبهم، وكلُّ اسم كان مبهمًا يكون مفسرُهُ منصوبًا على التمييز، إذ (أول): أفعل التفضيل، فنصب التمييز لإبهامه، فإنَّ الإبهام يستدعي تفسيرًا، أو المستدعي هو العامل عند النحويين.

* * *

4221 - عن أبي هُريرَةَ قالَ: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "ثلاثٌ إذا خَرَجْنَ {لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا}: طُلوعُ الشَّمْسِ من مَغرِبها، والدَّجَّالُ ودابَّةُ الأَرْضِ".

قوله: "ثلاثٌ"؛ أي: ثلاثُ آيات، فحذف المضاف إليه.

* * *

4222 - وقال: "لا تَقُومُ السَّاعةُ حتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ منْ مغرِبها، فإذا طَلَعَتْ ورآها النَّاسُ آمَنُوا أَجْمَعُونَ، وذلكَ حينَ {لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا} "، ثمّ قرأَ الآيةَ.

قوله: "إذا طلعت الشمس" من مغربها، "ورآها الناسُ آمنوا أجمعون، وذلك حين {لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا} "، (أجمعون): تأكيدٌ للضمير في (آمنوا).

وإنما لا يُقبل الإيمانُ بعد طلوع الشمس من المغرب؛ لأنه انقضى زمنُ التكليف بالإيمان، إذ طلوع الشمس من المغرب من أحكام السَّاعة، فحينئذ كأنه ظهرت الساعة، وظهورُ السَّاعة علامةُ انقضاءِ التَّكليفِ.

* * *

طور بواسطة نورين ميديا © 2015