رفيعٍ فقال: "يا مَعْشرَ مَن أَسْلَمَ بلِسانِه ولم يُفْضِ الإِيمانُ إلى قلبهِ! لا تُؤْذُوا المُسلمينَ ولا تُعَيروهم، ولا تَتَّبعُوا عَوْراتِهم، فإنَّه مَن يَتَّبعْ عَوْرَة أخيهِ المُسلمِ يتَّبعِ الله عَوْرتَه، ومَن يتبع الله عورتَهُ يفضَحْهُ ولو في جَوْفِ رَحْلِهِ".
قوله: "ولم يفض الإيمان إلى قلبه", (أَفْضَى يُفضي): إذا وصل.
* * *
3923 - عن سعيدِ بن زَيدٍ، عن النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "إنَّ مِن أربَى الرِّبَا الاستِطالةَ في عِرْضِ المُسلِمِ بغيرِ حَقًّ".
قوله: "إن من أربى الربا الاستطالة في عرض المسلم بغير حق"، (أربى): أفعل التفضيل من الربا، و (الاستطالة): إطالة اللسان في غيبةِ أحدٍ أو قذفه أو شتمه؛ يعني: غيبة الناس وقذفهم أشد من أكل الربا وأخذه وإعطائه؛ لأن نفس المسلم أشرف من ماله، فإيذاءٌ يتعلق بنفسه أشدُّ من ضررٍ يتعلق بماله.
* * *
3924 - وعن أنسٍ قال: قالَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "لمَّا عَرَجَ بي ربي مرَرْتُ بقومٍ لهم أَظْفارٌ مِن نُحاسٍ يَخْمِشُونَ وجُوهَهم وصُدورَهم، فقلتُ: مَن هؤلاءِ يا جِبْريلُ؟ قال: هؤلاءِ الذينَ يأكلونَ لحومَ النَّاسِ ويَقَعُونَ في أَعْراضهم".
قوله: "يأكلون لحوم الناس"؛ أي: يغتابونهم.
* * *
3925 - وعن أنسٍ، عن النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قالَ: "مَن حَمَى مُؤْمِنًا مِن مُنافِقٍ يعيبُه، بعثَ الله مَلَكًا يَحْمي لَحْمَهُ يومَ القيامةِ مِن نارِ جَهَنَّمَ، ومَن قَفا مُسْلِمًا بشيءٍ يريدُ شَيْنَهُ بهِ حَبَسَهُ الله على جِسْرِ جَهَنَّمَ حتى يَخْرُجَ ممَّا قالَ".