لا يرضى بما رزق الله المحسود.
روى هذا الحديث الزبير بن العوام.
* * *
3918 - عن أبي هُرَيرةَ: أنَّ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "إيَّاكُم والحَسَدَ! فإنَّ الحَسَدَ يأكلُ الحَسَناتِ كما تأكلُ النَّارُ الحَطَبَ".
قوله: "فإن الحسد يأكل الحسنات" يحتمل هذا أمرين:
أحدهما: أن يكفر الحاسد بسبب حسده، فإن الحاسد لا يرضى بحكم الله، فربما يغلب عليه حقد وعداوة المحسود بحيث يتكلم بكلمة كفر، أو يغضب على ربه لأجل أنه يعطي المحسود المال والمنصب ولا يعطي الحاسد، فإذا كفر بطلت حسناته.
والأمر الثاني: أن يكون قوله: "يأكل الحسنات" معناه: يمنع الحسد الرجل عن فعل الحسنات، كما ذكر قبيل هذا.
* * *
3920 - عن أبي صِرْمَةَ: أنَّ النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "مَن ضَارَّ ضارَّ الله بهِ، ومَن شاقَّ شَقَّ الله عليهِ".
قوله: "من ضار"؛ أي: من أوصل ضررًا إلى مسلم أوصل الله إليه الضرر، والضرر والمشقة متقاربان، إلا أن الضرر يستعمل في إتلاف مال أحد، والمشقة تستعمل في إيصال أذية إلى بدن أحد من تكليفه عملًا شاقًا.
* * *
3922 - عن ابن عُمَرَ قال: صَعِدَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - المِنْبرَ فنادَى بصَوتٍ