لم يحترز عنه متوكلًا فحسنٌ"، بدليل أنه - صلى الله عليه وسلم - أخذ بيدِ مجذومٍ فأكلَ معه.

روى هذا الحديثَ - أعني حديث: "لا عدوى" - أبو هريرة.

* * *

3538 - وقالَ: "لا عَدوَى، ولا هامةَ، ولا صفَرَ"، فقالَ أعرابيٌّ: يا رسولَ الله! فمَا بالُ الإِبلِ يكونُ في الرَّملِ كأنَّها الظِّباءُ، فيخالطُها البعيرُ الأجربُ فيُجربُها؟ فقالَ - صلى الله عليه وسلم -: "فمَن أَعدَى الأَوَّلَ".

قوله: "فمَن أَعْدَى الأولَ"، (أعدى): إذا أَوصلَ شيئًا إلى شيءٍ فأَحدثَ شيئًا في شيءٍ؛ يعني: إن كان البعيرُ الأجربُ أَجربَ الإبلَ الصِّحَاحَ فمَن أَجربَ ذلك البعيرَ؟ يعني: كما أن الله تعالى أَجربَ ذلك البعيرَ، فكذلك هو تعالى أَجربَ الإبلَ الصِّحاحَ.

روى هذا الحديثَ أبو هريرة.

* * *

3539 - وقال: "لا عَدْوَى، ولا هامَةَ، ولا نَوْءَ، ولا صَفَرَ".

قوله: "ولا نوَءَ"، قال أبو عبيد: هي ثمانيةٌ وعشرون نجمًا معروفةَ المَطَالعِ في أزمنة السَّنة، يسقط منها في ثلاثَ عشرةَ ليلةً نجمٌ في المغرب مع طلوع الفجر، ويطلع آخرُ مقابله من ساعته، وانقضاء هذه الثمانية والعشرين مع انقضاء سَنَةٍ، وكانت العربُ في الجاهلية إذا سقط منها نجمٌ وطلعَ آخرُ قالوا: لا بدَّ مِن أن يكون عند ذلك مطرٌ، فينسبون كلَّ غيثٍ عند ذلك إلى النجم، فيقولون عند ذلك: مُطِرْنا بنوءِ كذا، فأَبطلَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - هذا الحكمَ ومنعَ الأُمةَ أن ينسبوا نزولَ المطر لحدوث نجم؛ فإنه لا يكون شيءٌ إلا بأمر الله تعالى.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015