روى هذا الحديثَ أبو هريرة.

* * *

3540 - وعن جابرٍ قال: سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقولُ: "لا عَدوَى، ولا صَفَرَ، ولا غُوْلَ".

قوله: "ولا غُولَ".

(الغُول) بضم الغين: الجن الذي يسخِّر الناس، وجمعه: غِيلان، وليس معنى الحديث نفي الغُول، بل الغُولُ موجودٌ، قد يوجد في الفَلَوات والصحارى، وإنما نفى الشارعُ أن الغِيلان لا يقدرون على إضلالِ أحدٍ ولا إهلاكهِ ولا خطفِه ولا سرقتِه إلا بأمر الله، وكانت العرب تزعم أن الغِيلانَ تُضلُّ الناسَ عن طرقهم وتخطفُهم، وكانت العربُ يخافون من المسافرة وطلب حوائجهم، فنفى الشرعُ هذا الاعتقادَ.

وقد جاء في الحديث: "إذا تغوَّلَتِ الغِيلانُ فبادِرُوا بالأذان"؛ يعني: إذا ظهرت لكم الغِيلانُ فأذِّنوا بالأذان في وجوههم؛ فإنهم يفرُّون من الأذان.

* * *

3541 - عن عَمْرِو بن الشَّريدِ، عن أبيه قال: كانَ في وفدِ ثَقيفٍ رجلٌ مجذومٌ فأرسلَ إليهِ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّا قد بايعناكَ فارجعْ".

قوله: "إنا قد بايعناك فارجِعْ"، أراد ذلك الرجلُ أن يأتيَ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - ويبايعَه، فأرسلَ إليه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: أن لا تأتينا؛ فإنه لا حاجةَ إلى إتيانك، فإنَّا قد بايعناك، وهذا رخصةٌ من النبي لمَن لم يكن له توكُّلٌ من أُمته في الاحتراز عن المجذوم.

* * *

طور بواسطة نورين ميديا © 2015