المجذومِ كما تَفِرُّ مِن الأسدِ".

قوله: "لا عدوى": في زعم العرب أنه تَسرِي علةٌ من شخصٍ إلى شخصٍ، مثل: أن يَقرُبَ جَمَلٌ ليس عليه جَرَبٌ من جَمَلٍ عليه جَرَبٌ، فيجرب الجَمَلُ الذي ليس عليه جربٌ، فيعتقد صاحبه أن الجَمَلَ الصحيحَ جربَ بمقاربته الجَمَلَ الأجربَ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: إن هذا الاعتقادَ باطلٌ، لا تأثيرَ لشيءٍ بغير أمر الله تعالى.

قوله: "ولا هامَةَ": اسم طير، يقال له بالفارسي: كوف ديوف، ويَتشاءم به الناسُ.

وكانت العربُ تزعم أن عظامَ الميت إذا بَليت تصير هامَةً، تخرج من القبر وتتردد في بلد ذلك الميت، وتأتي الميتَ بخبر أهله، فأَبطلَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - هذا الاعتقادَ، ونفى صيرورةَ عظام الميت هامَةً أو غيرها من الحيوانات.

قوله: "ولا صَفَرَ": كانت العرب تزعم أن الصَّفَرَ حيةٌ تكون في البطن تصيب الإنسانَ أو الماشيةَ؛ أي: تلدغُه، وقيل: الصَّفَرُ هو الشهر المعروف، وكانت العرب يعتقدون شهر الصَّفَر مشؤومًا.

وقيل: الصَّفَر هو تأخير تحريم المحرَّم إلى الصَّفَر، كانوا يعتقدون تحريم القتال في رجب وذي القعدة وذي الحجة والمُحرَّم، فإذا حدثت لهم حرب مع قوم في المحرَّم كانوا يقولون: لم يُجعَل المُحرَّمُ شهرَ التحريم، بل نقلنا التحريم إلى شهر الصَّفَر؛ لنحاربَ أعداءنا ثم نترك الحرب في شهر الصَّفَر بدْلًا من شهر المُحرَّم، فأَبطلَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - هذه الأشياءَ؛ يعني: كذَب مَن قال: كان في البطن حية، ومن قال: الصَّفَر مشؤوم، وكَذَبُوا أنَّ نقلَ التحريم من المُحرَّم إلى الصَّفَر يجوز.

قوله: "وفِرَّ من المجذوم كما تفرُّ من الأسد"، قال محيي السُّنَّة في "شرح السُّنَّة": قيل: هو رخصةٌ لمَن أراد أن يجتنب عنه؛ لقوله - صلى الله عليه وسلم - في الطاعون: "مَن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015