غافلاً؛ لأن اللهوَ والطَّرَبَ يكونُ من القَلْب المَيت، وأما من يصطادُ لا للهو والطَّرَب، بل للاضطرار أو ليبيعَ ما يصطادُ ويجعلَه قوتَه، جاز؛ لأن سلمةَ بن الأَكْوَع - رضي الله عنه - وغيرَه من الصحابة كانوا يصطادون بإذن النبي - صلى الله عليه وسلم -.
"ومن أتى السُّلْطانَ اْفتُتِنَ"؛ يعني: من دخلَ على السلطان وصدَّقَه على ظُلْمِه، أو داهَنه على ظُلْمِه، أو يرى الظُّلْمَ منه ولم ينصحْه، وقعَ في الفتنة، فإنه رضيَ بالظلم، وأما من دخلَ على السلطان وأَمَره بالمعروف ونهاه عن المُنكَر فكان دخولُه عليه أفضلَ الجهاد.
* * *
2794 - عن عُقْبةَ بن عامرٍ قال: قالَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "لا يدخُلُ الجنَّةَ صاحِبُ مَكْسٍ"، يعني الذي يَعْشُرُ النَّاسَ.
قوله: "يَعْشُرُ الناسَ"؛ أي: يأخذُ عُشْرَ أموالِ المسلمين، وأما أَخْذُ عُشْرِ أموال الكفار إذا دخلوا دار الإسلام فجائزٌ.
2795 - وقال: "إنَّ أحبَّ النَّاسِ إلى الله يومَ القِيامةِ، وأَقربَهم منهُ مجلِسًا إمامٌ عادِلٌ، وإنَّ أبغضَ النَّاسِ إلى الله يومَ القيامةِ وأشدَّهم عذابًا - ويروى: وأَبعدَهم منهُ مجْلِسًا - إمَامٌ جائرٌ"، غريب.
"وأقربُهم منه مجلسًا"؛ يريدُ بهذا القرب الثوابَ والدرجةَ لا قُرْبَ المكانِ، فإنَّ الله تعالى منزَّهٌ عن المكان.
روى هذا الحديث أبو سعيد.
* * *
2796 - وقال: "أفضلُ الجِهادِ مَن قالَ كلمةَ حَقٍ عندَ سُلطانٍ جائرٍ".