روى هذا الحديثَ أبو هريرة.
* * *
2790 - وقال: "إنَّ العِرافَةَ حقٌّ، ولا بُدَّ للنَّاسِ مِن عُرَفاءَ، ولكنَّ العُرفاءَ في النَّارِ".
قوله: "إن العِرَافَةَ حَقٌّ"، (العرافة)؛ مصدر، معناها: صار الرجل عريفًا لقوم إذا أقام بمصالحهم ورئاستهم، يعني: سيادةُ القومِ جائزةٌ، وهي من الأمور الجائزة في الشرع؛ لأنها تتعلَّق بمصالح الناسِ وقضاءِ أشغالهم.
"ولكنَّ العُرَفَاءَ في النار"؛ أي: العُرَفَاءُ الذين لم يعدِلُوا في الحكم، وهذا تحذيرٌ عن الرئاسة والسيادة؛ لأن فيها خطرًا؛ لأن الرجلَ يصيرُ بها مغرورًا متكبرًا، وبها يأخذُ الرشوةَ ويظلِمُ الناسَ.
قال الخَطَّابي: روى هذا الحديثَ غالبٌ القَطَّانُ عن رجلٍ عن أبيه عن جده
* * *
2792 - عن ابن عبَّاسٍ - رضي الله عنهما -، عنِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "مَن سَكن الباديةَ جَفا، ومن اتَّبَع الصَّيدَ غَفَلَ، ومَن أَتَى السُّلطانَ افتُتِنَ".
ويروى: "من لزِمَ السُّلطانَ افتُتِنَ، وما ازدادَ عبدٌ مِن السُّلطانِ دُنُوًّا إلا ازدادَ مِن الله بُعْدًا".
قوله: "من سكنَ الباديَة جفا"؛ يعني من اتخذَ البادية وطنًا ظلمَ على نفسه، إذ لم يحضُرْ صلاة الجمعة، ولا الجماعة، ولا مجلسَ العلماء، ولم يتعلَّم العِلْم.
"ومن اتَّبَعَ الصَّيدَ غَفَلَ"؛ يعني: من اعتاد الاصطيادَ للهو والطَّرَب يكون