قوله: "مغلولاً"؛ أي: مشدودًا يداه على عنقه.
"حتى يَفُكَّ"؛ أي: يَحُلَّ ويزيلَ عنه القيدَ.
"أو يوبقَه"؛ أي: أو يهلكه؛ يعني: يؤتَى يومَ القيامة بكلِّ حاكمٍ أسيرًا متحيرًا في أمره حتى يحاسَبَ له، فإنْ كان قد عدلَ في الحكم خلَّصَه العدلُ، وإن كان قد ظلمَ أُدخِلَ النارَ بظلمه.
روى هذا الحديثَ أبو هريرة.
* * *
2789 - وقال: "وَيْلٌ للأُمراءِ، ويلٌ للعُرفاءِ، ويلٌ للأُمناءِ، لَيَتَمنَّينَّ أقوامٌ يومَ القيامةِ أنَّ نوَاصِيَهم مُعلَّقةٌ بالثُريَّا، يَتَجَلْجَلُونَ بينَ السَّماءِ والأرضِ وأنَّهم لم يَلُوا عَملاً".
قوله: "ويل للعُرَفاء"، (العرفاء)؛ جمعُ العريف، وهو من يعرِفُ قومَه عند الأمير، ويجعلُ الأميرُ حكمَ قومه إليه، وهو سيدُ القوم.
"الأُمَنَاء"؛ جمعُ الأمين، وهو الذي نُصِّبَ قَيمًا على اليتامى لحفظهم وحِفْظِ أموالهم، وكذلك من جُعِلَ أمينًا على خزانة مال، أو تَصرَّفَ في مال.
"يتجَلْجَلُون"؛ أي: يتحرَّكون.
"لم يَلُوا": أصلهُ: (لم يَوْلِيُوا) فسقطت الواو لوقوعها بين ياء وكسرة، ونُقلَتْ ضمةُ الياء إلى اللام، وحذفت الياء لسكونها وسكون واو الجمع؛ ومعناه: لم يصيروا حاكمين؛ يعني: لمَّا رأى الأمراء والعرفاء والأمناء الذين ظلَمُوا وخانوا في عملهم عذابَ الله يومَ القيامة ندِمُوا على ما عملوا، ويقولون: يا ليتنا كنا في الدنيا معلّقين بين السماء والأرض، معذَّبين، ولم نعملْ ما عَمِلْنا حتى لم نكُنْ معذَّبين في هذا اليوم.