فَوْقَ عَرْشِه: إنَّ رَحْمتِي سَبقَتْ غَضَبي".
وفي روايةٍ: "غلَبَتْ غَضَبي".
قوله: "لما قضى الله الخلق"؛ أي: لمَّا قدر الله المخلوقات.
قوله: "كتب كتابًا"؛ يعني: كتب في اللوح المحفوظ: "إن رحمتي سبقت غضبي"، ومعنى (سبقت): [أكثر]؛ يعني: رحمتي أكثر من غضبي؛ يعني: ما أغفر من ذنوب المؤمنين أكثر ممَّا أعذِّبهم به.
روى هذا الحديثَ أبو هريرة.
* * *
1693 - وقال: "إنَّ للهِ مائةَ رَحْمةٍ، أَنْزَلَ مِنها رحمةً واحدةً بينَ الجنِّ والإِنْسِ والبَهائِم والهَوامَّ، فَبها تتعَاطَفُونَ، وبها تتَراحمُونَ، وبها تَعطِفُ الوحشُ على وَلَدِها، وأخَّر تِسْعًا وتسعينَ رحمةً يَرحَمُ بها عِبادَهُ يومَ القِيامةِ".
وفي روايةٍ: "فإذا كانَ يومُ القِيامةِ أَكْمَلَها بهذهِ الرَّحمةِ".
قوله: "فبها يتعاطفون"؛ أي: يُوصل الرأفةَ والشفقةَ بعضُهم إلى بعض، (التعاطف) مثل التراحمُ؛ يعني: كل راحة ورحمة تصل من آدمي إلى آدمي أو من جِنٍّ إلى جن، أو من حيوان إلى آخر من جنسه أو غير جنسه، كلُّ ذلك نتيجة تلك الرحمة التي أنزلها الله بين خلقه.
قوله: "أكمَلَها بهذه الرَّحمة"؛ يعني: يضم الرحمة التي أنزلها في الدنيا إلى التسعة والتسعين من الرحمة التي أخَّرها حتى يصيرَ المجموعُ مئةَ رحمة، فيرحم بها عباده من الأنبياء والمؤمنين.
روى هذا الحديثَ سَلْمان الفارسيُّ.