قوله: "حيَّكم وميّتَكم ورَطْبكُم ويابسَكم"، يحتمل أن يريد بالرطب: البحر، وباليابس: البَر؛ يعني: أهل البر والبحر، ويحتمل أن يريد بالرطب: الصَّغار، وباليابس: الكبار؛ يعني: صغاركم وكباركم، ويحتمل أن يريد بالرطب: النبات والشجر، وباليابس: الحجر والمَدَر؛ يعني: لو صار كلُّ ما في الأرض من النبات والشجر والحجر والمَدَر آدميًا.
قوله: "ما بلغت أمنيته"، (الأمنية): الاشتهاء والإرادة؛ يعني: كل حاجة تجري في خاطره.
قوله: "ذلك بأنَّي جواد ماجد"، (ذلك) إشارة إلى قضاء حوائجهم.
(الجواد): كثير الجُود والكرم.
(الماجد): واسع العطاء؛ يعني: إنما أقضي حوائجَ العباد؛ لأن من صفاتي (الجواد الماجد)، فكيف لا يقضي حوائجهم من هو جواد ماجد؟!
قوله: "عطائي كلام وعذابي كلام"؛ يعني: لا ينقُص من خزائني شيء، ولا يلحقني بأن أقضي حوائجَ العباد وأوجدَ المعدومات تعبٌ؛ لأن إيجادي المعدومَ وإعطائي السائلَ ما يريدُ وتعذيبي الكفارَ وغيرَ ذلك مما أُرِيْدُ فعلَه ليس إلا الأمر، والمراد بالكلام: الأمر؛ يعني: إذا أردتُ شيئًا أقول له: كن فيكون، من غير تأخير.
* * *
1689 - عن أنَسٍ - رضي الله عنه -، عن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم -: أنه قَرَأَ: {هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ}، قال: "قالَ ربُّكم: أنا أَهْلٌ أنْ أُتَّقَى، فمَن اتَّقاني فأَنا أهل أَنْ أَغفِر لهُ".
قوله: " {هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ} "؛ يعني الله هو المستحق أن يتقيه