قوله: "وأنا على عهدك ووعدك"؛ أي: أنا مقيم على الوفاء بما عاهدتني في الأزل من الإقرار بربوبيتك وما عاهدتني؛ أي: أمرتني في كتابك وبلسان نبيك وأنا مُوقن بما وعدتني من البعث والنُشور وأحوال القيامة والثواب والعقاب.
"ما استطعت"؛ أي: بقدْرِ طاقتي؛ أي: لا أقدِرُ أن أعبُدك كما تحبُّ وترضى، ولكن أجتهد بقدْرِ طاقتي.
قوله: "أبوء لك بنعمتك علي"، (البوء): الإقرار؛ أي: أنا مُقِرٌّ ومعترف بأنك لَمُنْعمٌ عليَّ، وأبوء بأنَّي مذنبٌ.
قوله: "موقنًا بها"، موقنًا: منصوب على الحال؛ يعني: مَنْ قرأ هذا الدعاءَ عن اليقين والاعتقاد ومات فقد مات مؤمنًا، ومن مات مؤمنًا يدخل الجنةَ لا محالة.
روى هذا الحديثَ شدَّادُ بن أَوس.
* * *
مِنَ الحِسَان:
1675 - قال: "قالَ الله تعالى: يا ابن آدمَ، إنَّكَ ما دَعَوْتَني ورَجَوْتَني غفَرتُ لكَ على ما كانَ فيكَ، ولا أُبالي، يا ابن آدمَ، لو بلغَتْ ذنوبُك عَنانَ السَّماءِ، ثم استغفرتَني غفَرتُ لكَ، ولا أُبالي، يا ابن آدمَ، إنَّك لو أَتيتَني بقُرابِ الأَرضِ خَطايا، ثم لَقِيْتَني لا تُشرِكُ بي شيئًا لأَتيتُكَ بقُرابها مغفرةً"، غريب.
قوله: "ما دعوتني ورجوتني"، (ما) للدوام؛ يعني: ما دُمتَ تدعوني وترجو مغفرتي ورحمتي ولا تَقْنَطُ من رحمتي فإنِّي أغفر لك.
"ولا أبالي"؛ أي: ولا أتعظَّم على مغفرتك وإن كانت ذنوبُك كثيرةً.