وبيني مما لا يتعلق بحقوق الآدميين ثم لِيتُبْ على الشرط المذكور فإنه يُغفر.
روى هذا الحديثَ أبو هريرة.
* * *
1673 - عن جُنْدُبٍ - رضي الله عنه -: أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - حدَّثَ: "إنَّ رجُلاً قال: والله لا يغفرُ الله لفُلانٍ، وإنَّ الله قالَ: مَنْ ذا الذي يتَأَلَّى عليَّ أَنَّي لا أَغفِرُ لفُلانٍ؟! فإنَّي قد غفَرتُ لفلانٍ، وأحبَطْتُ عَمَلَكَ"، أو كما قال.
قوله: "من ذا الذي"؛ أي: مَنِ الذي "يتألَّى"؛ أي: يَحْلِف.
قوله: "وأحبطت عملك"؛ أي: أبطلتُ قَسَمَكَ؛ أي: جعلتُ حلفَك كاذبًا أيها الحالف على أني لا أغفر عبدي فلانًا.
وهذا الحديث يحكم بأنه لا يجوز الحكمُ بأن الله تعالى لا يغفر لفلان أو يعذِّب فلانًا، وكذلك لا يجوز أن يقال: يغفر الله لفلان جَرْمًا؛ لأن أحدًا لا يعلم مشيئةَ الله وإرادتَه في عباده، بل نرجو للمُطيع ونخاف على العاصي، وإنما نجزم القولَ في حقِّ مَنْ جاء فيه نصٌّ عن رسول الله عليه السلام.
* * *
1674 - وقالَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "سيدُ الاستِغفارِ أنْ تقولَ: اللهمَّ أنتَ ربي، لا إله إلَّا أنت، خَلَقْتَني، وأنا عبدُك، وأنا على عَهْدِكَ ووعدِكَ ما استَطَعْتُ، أَعُوذُ بكَ مِن شَرِّ ما صَنَعتُ، أَبُوءُ لكَ بنعمتِكَ عليَّ، وأَبُوءُ بذَنْبي، فاغفِر لي، فإنَّه لا يغفرُ الذُّنوبَ إلَّا أنتَ، قالَ: ومَن قالَها مِن النَّهارِ مُوْقِنًا بها، فماتَ مِن يَومِه قبلَ أنْ يُمسيَ فهوَ مِن أهلِ الجنَّةِ، ومَن قالَها مِن اللَّيلِ وهو مُوقِنٌ بها، فماتَ قبلَ أنْ يصبحَ فهو مِن أهلِ الجنَّةِ".