(الحمد): الثناء على الله بصفاته وبإنعامه على العباد؛ كقول الرجل: الحمد لله على علمه وقدرته وفضله وإنعامه عليَّ، والشكر لا يكون إلاَّ في الإنعام، فلا يقال: شكرتُ الله على علمه وقدرته، بل يقال: شكرت الله على فضله وإنعامه عليَّ.
وإذا كان الحمدُ أعمَّ، فلا بد أن يكون أفضلَ من الشكر.
وقيل: (الحمد): الرضا بقضاء الله وقدره.
و (الشكر) ثلاثة:
الشكر بالقلب: وهو أن يعتقد الرجل أن النعمة من الله.
وشكر باللسان: وهو أن يتحدث بما أنعم الله عليه لا على سبيل التفاخر؛ مثل أن يقول: قد أعطاني الله كذا من المال والولد والعلم والشُّهرة، وله الحمد على ما أنعم عليَّ.
وشكر بالعمل: وهو أن يؤدَّي الزكاة، ويُحسن إلى الناس، ويعلِّم الناس العلم إن كان عالمًا، أو يُعين الناس إن كان صاحبَ قدرة ومنصب، ويستعمل أعضاءه على وجه يرضاه الله.
روى هذا الحديثَ عبدُ الله بن عَمرو.
* * *
1653 - وقال: "أوَّلُ مَن يُدعَى إلى الجنَّةِ يومَ القيامةِ: الذينَ يحمَدُونَ الله في السَّرَّاءِ والضَّرَّاءِ".
قوله: "أول من يدعى إلى الجنة الذين يحمدون الله في السراء والضراء".
(السراء): الغنى، و (الضراء): الفقر، وقيل: السراء: الراحة والفرح، والضراء: المشقة والغَم.