روت هذا الحديث أمُّ حبيبة.

* * *

1631 - وقال: "لا تُكْثِرُوا الكلامَ لغيرِ ذِكْرِ الله، فإن كَثْرَةَ الكلامِ بغيرِ ذكرِ الله قَسْوةٌ للقَلْبِ، وإن أَبْعَدَ الناسِ مِنَ الله القلْبُ القاسي".

قوله: "فإن كثرةَ الكلامِ بغير ذكر الله قسوةٌ للقلب"، (القسوة): شدة القلب، وشدة القلب: عبارة عن عدم قَبولِ ذكر الله والخوف والرجاء وغير ذلك من الخصال الحميدة.

يعني: كثرة: الكلام فيما ليس له فيه رضا الله تعالى تجعلُ القلب قاسيًا على الشرح الذي ذكرناه في قسوة القلب، لا شك أنه يكون بعيدًا من نظر الله؛ فإنَّ الله ينظرُ بنظر الرحمة إلى قلبٍ فيه الخصالُ المرضيةُ لله تعالى.

قوله: "وإن أبعدَ الناس من الله تعالى القلبُ القاسي": هذا الكلامُ يحتاج إلى إضمارٍ وتقديرٍ، فتقديره: إن أبعدَ قلوبِ الناسِ من الله القلبُ القاسي، فحُذِف المضاف، وأُقيم المضاف إليه مقامه، ويجوز أن يكون تقديره: وإن أبعد الناس من الله من له القلب القاسي.

روى هذا الحديث ابن عمرَ.

* * *

1632 - عن ثَوْبان قال: لما نزلتْ: {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ} كُنَّا مَعَ النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - في بعضِ أَسْفَارِهِ، فقالَ بعضُ أصحابهِ: لو علمنَا أيُّ المالِ خيرٌ فَنتَّخِذَهُ؟، فقال: "أَفْضَلُه لسانٌ ذَاكِرٌ، وقلبٌ شاكِرٌ، وزوجةٌ مؤمِنَةٌ تُعِينُهُ على إيمانِهِ".

قوله: "أفضلُهُ لسانٌ ذاكرٌ ... " إلى آخره.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015