بأن جلسَ فيه واضطجعَ، يجبُ عليه قضاء شكره على الحقيقة بأن يذكر الله ويصلِّي على نبيه فيه، وهذا كمن جلس في دار واحد، وجبَ عليه الاستحلالُ والأجرةُ.
والوجوب الذي قلناه هنا من وجوب شكر الله هو بمعنى الحَقِّيَّة، لا بمعنى الوجوب الذي لو تركه العبد يكون عاصيًا.
روى هذا الحديث والذي بعده أبو هريرةَ.
* * *
1630 - وقال: "كُلُّ كلامِ ابن آدمَ عليه لا لَهُ إلاَّ أَمْرًا بمعروفٍ، أو نهيًا عن مُنْكَرٍ، أو ذِكرًا للهِ"، غريب.
قوله: "كلُّ كلامِ ابن آدم عليه لا لهُ"؛ يعني: كل كلام ابن آدم يكون وَبالاً عليه، ويُؤاخذُ به يوم القيامة.
(لا له)؛ يعني: ليس له نفعٌ.
"إلا أمرًا بمعروف أو نهيًا عن منكر أو ذكرًا لله"، والمراد بذكر الله هنا: ليس التسبيح والتهليل وما أشبه ذلك من الكلمات فقط، بل ما فيه رضا الله من كلامٍ، كتلاوة القرآن، والصلاة على النبي عليه السلام، والدعاء للمؤمنين، وما أشبه ذلك.
وقد يكون بعض الكلام لا عليه ولا له؛ لأن الكلام ثلاثة أقسام: ما هو شرٌّ، وما هو خيرٌ، وما هو مباحٌ؛ لا شرٌّ ولا خيرٌ، كما يقول أحد لأحد: تعال، أو قم، أو ما أكلتَ؟ أو ما صنعتَ؟ وما أشبه ذلك، ففي الشرِّ إثمٌ، وفي الخير أجرٌ، وفي المباح عفوٌ؛ لا إثمٌ فيه ولا أجر.