"فإذا تفرقوا"؛ يعني: فإذا تفرَّقَ الذاكرون.
"التمجيد": ذكرُ (لا حول ولا قوة إلا بالله)، وأصلُ لُغته: ذكرُ الله بالعظمة.
"وأجرتهم": هذا اللفظُ من (أجار يُجير إجارة): إذا أمَّنَ أحدًا ممَّا يخافُ، و (الاستجارة): طلب الأمان.
قوله: "ليس منهم"؛ يعني: كان فيهم رجلٌ ليس من الذاكرين، بل كان يمرُّ لشُغلٍ، فجلس بينهم، يريد ذلك الملك بهذا اللفظ: أنه لا يستحقُّ المغفرةَ؛ لأنه ليس من الذاكرين.
قوله تعالى: "وله غفرت"؛ يعني: غفرت لهذا العبد أيضًا ببركة الذاكرين.
"فإنهم قوم لا يَشقَى بهم جليسُهم"؛ أي: لا يُحرَم جليسُهم من الثواب، بل من جلس معهم يجدُ ببركتهم الثوابَ.
وفي هذا ترغيبٌ للعباد في مجالسةِ الصلحاءِ؛ لينالوا نصيبًا من بركتهم وثوابهم.
روى هذا الحديث أبو هريرة.
* * *
1623 - عن حَنْظَلة الأُسَيديِّ قال: انطلقتُ أنا وأبو بكْرٍ حتَّى دخلْنَا على رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، قلتُ: نافَقَ حَنْظَلةُ!، قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَا ذَاكَ؟ "، قلتُ: نكُونُ عندَكَ تُذَكِّرنا بالنارِ والجنةِ كأنَّا رَأْيَ عَيْنٍ، فإذا خرجْنا عافَسْنا الأزْوَاجَ والأولادَ والضَّيْعَاتِ نَسِيْنا كثيرًا، فقالَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "والذي نفْسي بيدِهِ، لو تَدُومونَ على ما تَكُونُونَ عندي وفي الذِّكرِ؛ لَصَافَحَتْكُمْ الملائكةُ على فُرُشِكُم