1612 - وقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ أسْرَعَ الدُّعاءِ إجابةً دعوةُ غَائبٍ لغَائِبٍ".
قوله: "إنَّ أسرعَ الدعاءِ إجابةً دعوةُ غائبٍ لغائبٍ"؛ يعني: إذا دعا أحدٌ لغائب يُستجابُ دعاؤه له؛ لأنه بعيدٌ عن الرياء والطمع، بل لا يدعو غائبٌ لغائب إلا خالصًا لله، وما كان خالصًا لله يكون مقبولًا.
روى هذا الحديث عبد الله بن عمر.
* * *
1613 - وقال عُمر بن الخَطَّاب - رضي الله عنه -: اسْتَأْذَنْتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - في العُمْرَةِ، فأذِنَ لي وقال: "أشْرِكْنَا - يا أُخَيَّ - في دُعائِكَ، ولا تَنْسَنَا"، فقالَ كلمةً ما يَسُرُّني أنَّ لي بها الدُّنيا.
قوله: "فقال كلمةً"؛ يعني: فقال لي رسولُ الله - عليه السلام - كلمةً.
قوله: "ما يسرُّني أن لي بها الدنيا"، (ما) للنفي، والباء في (بها) للبدل؛ يعني: لو كان لي جميعُ الدنيا بدل هذه الكلمة ما فرحت به، بل كنت بهذه الكلمة أشدَّ فرحًا من أن تكون لي الدنيا، والكلمةُ التي فرح بها عمرُ يحتمل أن تكون قوله - عليه السلام - لعمر: "يا أُخَيَّ"، ويحتمل أن يكون قوله عليه السلام: "أشرِكْنا في دعائك"؛ فإن طلبَ رسول الله - عليه السلام - من عمر أن يُشرِكَ خيرَ المخلوقات في دعائه تعظيمٌ لعمر، ومنصبٌ له.
وهذا تعليمٌ للأمة؛ فإنه - عليه السلام - مع علوِّ شأنه، وكونه خيرَ المخلوقات، رغبَ في دعاء عمر، فأنْ نرغبَ في الدعاءِ أولى وأليقُ.
* * *
1614 - وقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "ثلاثةٌ لا تُرَدُّ دَعْوَتُهُمْ: الصَّائِمُ حينَ يُفْطِرُ،