"أفقرَ"؛ أي: أحوجَ.
قوله: "فتموَّلْه"؛ أي: اقبَلْه وأَدخِلْه في مالك ومُلكك.
قوله: "فما جاءَك من هذا المال وأنتَ غيرُ مشرفٍ"، (من هذا المال): إشارة إلى جنس المال.
ويحتمل أن يكون إشارةً إلى ذلك المال الذي أعطاه رسولُ الله عليه السلام؛ يعني: من هذا المال الحلال، (وأنت غيرُ مُشرفٍ)؛ أي: غيرُ مطلعٍ وغيرُ ناظر إليه؛ يعني: لا تنظُرْ إلى أموال الناس ولا تطمَعْ فيها، فإن جاءَك من غير أن تطلبَه فاقبَلْه وتصدَّقْ به إن لم تكن محتاجًا إليه.
قوله: "وما لا"؛ أي: وما لا يأتيك من غير طلبك فلا تطلُبْ ولا تتعَبْ؛ أي: ولا توصل المشقةَ إلى نفسك في طلبه.
* * *
مِنَ الحِسَان:
1307 - قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "المَسائلُ كُدُوحٌ يَكْدَحُ بها الرجلُ وجهَهُ، إلا أنْ يَسأَلَ ذا سُلْطانٍ، أو في أَمرٍ لا يَجِدُ منه بُدًّا".
قوله: "المُسائِل كَدُوح"، (الكدوح) بفتح الكاف: مبالغة، مثل: صَبُور، وهو من: الكدح؛ بمعنى: الجرح.
"يَكدَح بها الرجل"؛ أي: يُريق بالسؤال ماءَ وجهه، ومَن أراقَ ماءَ وجهِه فكأنه جرحَه.
قوله: "إلا أن يَسألَ ذا سلطانٍ"؛ يعني: إلا أن يَسأل ذا حُكمٍ ومُلكٍ بيده بيتُ المال؛ فإنه يجوز له أن يسأل حقَّه من بيت المال.