روى هذا الحديثَ ابن عمر.

* * *

1305 - وقال أبو سعيد: إنَّ أُناسًا من الأَنصارِ سأَلوا رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -، فأَعطاهُم، ثمَّ سأَلُوه فأَعطاهم، حتَّى نَفِذَ ما عندَه، فقال: "ما يكونُ عِنْدي مِنْ خَيرٍ فلَنْ أَدَّخرَه عنكُم، ومَن يَستعِفَّ يُعِفُّه الله، ومن يَستَغْنِ يُغنِهِ الله، ومَن يَتَصبَّرْ يُصبرْه الله، وما أُعطيَ أحدٌ عطاءً خيرًا وأَوسعَ مِن الصَّبرِ".

قوله: "ما يكون عندي من خيرٍ فلن أدَّخِرَه عنكم"، (ما) خبرية؛ أي: كل شيء لي من المال أُعطيكم، و (لن أدَّخرَه عنكم)؛ أي: ولن أمنعَه عنكم.

قوله: "ومَن يَستَعِفَّ يعفَّه الله"؛ أي: ومَن طلبَ العِفَّةَ من الله تعالى رزقَه الله العفةَ، والإعفاف: إعطاءُ العفةِ أحدًا وجعلُه عفيفًا، والعفة: حفظ النفس عن المَنهيَّات؛ يعني: مَن قنعَ بأدنى قُوتٍ وتركَ السؤالَ يُسهِّلُ الله عليه القناعةَ.

قوله: "ومَن يَستَغْنِ"؛ أي: ومَن أظهرَ عن نفسه الغنى وتركَ السؤال، وحفظَ ماءَ وجهِه يَجعلْه الله غنيًا.

"ومن يتصبَّر"؛ أي: ومَن أمرَ نفسه بالصبر ووضعَ الصبرَ على نفسه بالتكلُّف يُسهِّلِ الله عليه الصبرَ.

* * *

1306 - قال عُمر بن الخَطَّاب - رضي الله عنه -: كَانَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يُعطيني العَطاءَ، فَأقولُ: أَعطِهِ أفقرَ إليه منِّي، فقال: "خُذْهُ فتَمَوَّلْهُ، وتَصدَّقْ به، فما جاءَكَ مِنْ هذا المَالِ وأنتَ غَيرُ مُشْرِفٍ ولا سائِلٍ فَخُذْهُ، وما لا فلا تُتْبعْه نفْسَكَ".

طور بواسطة نورين ميديا © 2015