والعراة: المتجردون عن الثياب، والحافي: متجرد القدم عن النعل.

"العالة": أصله عَوَلة، فقُلبت الواو ألفًا؛ لتحركها وانفتاح ما قبلها، وهو جمع: عائل، وهو الفقير، مِنْ عال يعول عولًا: إذا افتقر، وحقيقة العَوْل: الغلبة، وصيرورة الرجل كثير العيال.

"الرعاء": جمع الراعي، "الشاء": جمع الشاة، والشاء: اسمُ الجنس، كالغنم.

"يتطاولون في البنيان"؛ أي: يتفاخرون في طول بيوتهم ورفعتها، تطاول الرجل: إذا تكبر، وتطاول: إذا مدَّ عنقه إلى جانب شيء؛ لينظر إليه.

يعني: من علامات القيامة أنْ ترى أهل البادية ممن ليس لهم لباس جميل ولا مَداسٌ، بل كانوا رعاء الإبل والشاء يتوطَّنون في البلاد، ويتخذون العقار، ويبنون الدور والقصور المرتفعة.

وقيل: معناه أن يصير الفقراء ورعاء الشاء والإبل ملوكًا وأمراءً، فتكون همتهم قاصرةً يتفاخرون في رفعة البنيان، وملوكُ العرب لا يلتفتون إلى طول البنيان ولا يتفاخرون به، بل تفاخرهم بالشجاعة والسخاوة والفصاحة، وليس من عادتهم أن يجعلوا من ليس له أصلٌ شريفٌ ملكًا أو أميرًا، بل إنما يجعلون من له استحقاق الإمارة والملك ملكًا وأميرًا، وإذا وقع الملك والإمارة إلى من لم يكن له أصلٌ شريف ولا استحقاقٌ له للإمارة والحكم، فقد يكون هذا من علامات القيامة.

قوله: "ثم انطلق"؛ أي: ذهب، "مليًّا" بياء مشددة؛ أي: زمانًا طويلاً، وهو من المَلاوة، وهي المدة، يقال: عشت مع فلان مَلاوةً من الدهر؛ أي: مدة طويلة.

يعني: قال عمر: ذهب السائل، فلبثتُ بعد ذهاب السائل زمانًا طويلاً

طور بواسطة نورين ميديا © 2015