وملَّكوها عليهم أياماً، فلم يتم ذلك، وتملك المعز آيبك فتزوج بها وكانت ربما تحكم عليه، وكانت تركية ذات شهامة وإقدام وجرأة وآل أمرها إلى أن قتلت (?).

وأما غريمتها أم السلطان الجديد، أم علي، فكانت قد نذرت أن تدعو كل سكان القاهرة، إلى وجبة من الحلوى في نفس اليوم الذي تتخلص فيه من غريمتها، وعندما ماتت شجرة الدر، أمرت طهاة القصر بإعداد تلك الوجبة، لكن الوقت لا يسمح بالإنتهاء في نفس اليوم، فجاءتهم بوصفة طهي بسيطة للغاية، كما كميات ضخمة الخبز، يجري تسخينها إلى درجة الإحمرار وتغمر في اللبن والعسل، ثم تغطى بطبقة سمكية من اللوز والزبيب والصنوبر، وإلي وجبة الحلوى اللذيذة التي تقدم في المطاعم في أيامنا هذه، وقد سميت بإسم أول من صنعتها، أم علي (?).

8 ـ سلطنة على ابن المعز ثم تولي سيف الدين قطز

8 ـ سلطنة على ابن المعز ثم تولي سيف الدين قطز: صمم المماليك المعزية، وعلى رأسهم سيف الدين قطز، على أن يقيموا على العرش الذي بات شاغراً بمصرع آيبك صبياً في الخامسة عشر من عمره هو (نور الدين علي)) ابن سيدهم المعز آيبك، وتم ذلك في ربيع الأول سنة 655هـ/1257م ولقبوه الملك المنصور علي، وقد رفض المماليك الاعتراف بالسلطان الصبي، وتجسد رفضهم في عدة إضطرابات عاصفة، استنجدت بعض الفئات المتنازعة بملوك بني أيوب في بلاد الشام، وحاول المغيث عمر صاحب إمارة الكرك ـ في الأردن حالياً ـ غزو مصر مرتين، لكن الفشل كان من نصيبه (?)، بيد أن هذه الاضطرابات كانت فرصة جديدة لظهور نجم الأمير سيف الدين قطز، فقد قام قطز بالقبض على الآتابك سنجر الحلبي وحبسه في الجب بقلعة الجبل، لأنه كان يطمع في السلطنة بعد مقتل المعز آيبك، ولأنه كان يتحين الفرصة للوثوب على العرش، وأدى ذلك إلى مزيد من الاضطرابات والفوضى، فقد هرب عدد من المماليك البحرية إلى جهة الشام، وطاردهم المماليك المعزية وقبضوا على عدد منهم وأودعوهم سجون القلعة، وخلا الجو لسيف الدين قطز فصار نائب السلطان: .. وصار مدبر دولة الملك المنصور علي (?).

وكان جلسو السلطان الصبي على العرش مسألة قصد بها كسب الوقت حتى يمكن لواحد من كبار المماليك الطامعين في عرش السلطنة أن يحسم الصراع لصالحه، وكان هذا مشهداً تكرر كثيراً طوال عصر سلاطين المماليك، بل إننا لا نبالغ إذا قلنا إن هذه كانت ممارسة سياسية حظيت بإعتراف الجميع طوال

طور بواسطة نورين ميديا © 2015