من التجارب التي عاشها والشدائد التي عاناها، وما قام به من حروب وغزوات، وكيف ما نظمه فيما يعرف
بـ"الياسا" (?) ذلك لأنه كان حريصاً على جمع كلمة القبائل الخاضعة له، وعلى كبح جماحها، والزامها بالنزول على حكمه، فاشتمل هذا القانون على عقوبات بالغة الصرامة، حتى يقضي على أسباب الفوضى، ويعيد الأمن إلى نصابه، وتحدد في هذا القانون علاقة الحاكم بالمحكوم، وعلاقة المحكومين بعضهم ببعض، وعلاقة الفرد بالمجتمع وقد نجح جنكيز خان، في هذا الغرض واستطاع ان يحول جموع المغول إلى جيوش منظمة، تسير وفقاً لخطط حربية مرسومة وكان المغول يتخذون من لحوم الحيوانات على اختلافها من خيول وكلاب وذئاب وثعالب وفيران، وغذائهم قليل وخاصة في الشتاء إذ تقسوا عليهم الطبيعة، ولهم طريقة في حفظ اللحوم، وهي انه إذا مات عندهم حيوان قطعوا لحمه شرائح رقيقة وعلقوها في الشمس والهواء لتجف دون أن تعتريها العفونة وكانت ملابسهم بسيطة جداً تتفق والبيئة التي يعيشون فيها وكانت في الغالب مصنوعة من أصواف أو وبر الإبل أو من جلود الحيوانات ولم يكن فرق كبير بين ملابس الرجال وملابس النساء وكان من عادة المغول انهم لا يغيرون ملابسهم طول فصل الشتاء، وأما في الصيف فيكتفون لتغيرها مرة واحدة كل شهر، ومن عادتهم ألا يغسلوا ثيابهم أبداً بل يلبسونها حتى تبلى وكان من عادتهم ان يطلوا أجسادهم بالشحم اتقاء البرد والرطوبة (?).
وأما عن ديانتهم فإن دارس تاريخ هؤلاء الأقوام يجد صعوبة في التعرف على المبادئ الصحيحة، فبعض المراجع تذكر نتفاً قليلة لا تشفى غليلا وبعضهم لا يذكر شيئاً، فقد قال ابن كثير عن عقيدتهم: وهم مع ذلك يسجدون للشمس إذا طلعت، ولا يحرمون شيئاً، ويأكلون ما وجدوه من الحيوانات والميتات (?)، ويحتوي"الياسا" كما ذكر ابن كثير نقلا عن الجويتي بعض المبادئ التي منها: .. أنه من زنى قتل محصناً أو غير محصناً، وكذلك من لاط قتل، ومن تعمد الكذب قتل، ومن سحر قتل، ومن بال في الماء الواقف قتل، ومن انغمس فيه