خامسا: حياة المغول الاجتماعية

خامساً: حياة المغول الاجتماعية: كان المجتمع المغولي يقوم على الطبقية، فقد كانت القبيلة مقسمة إلى ثلاث طبقات (طبقة النبلاء، وكانوا يلقبون بالألقاب "بهادر" أي الباسل "وتوبان" ـ أي النبيل ـ "وستسن" ـ أي الحكيم ـ، والطبقة الثانية هي طبقة الـ"نوكور" ـ أي الأحرار ـ وعلى هؤلاء كان يرتكز النظام العسكري والسياسي في منغوليا، زمن "جنكيز خان" وكانوا يؤلفون طبقة المحاربين والموالين له.

والطبقة الثالثة، هي طبقة العامة، وطبقة الأرقاء وكان لكل جماعة أو عشيرة من المغول رئيساً، قد يكون ملكاً "خان، قان" أو زعيماً "باكي أو بكي، وبهذا اللقب اشتهر رؤساء قبائل الغابة أمثال "أويرات، ومركيت (?). وكانت بعض القبائل الصغيرة تلجأ أحياناً إلى إحدى القبائل الكبيرة على عادة البدو في كل مكان، وذلك لعجزها عن الدفاع عن نفسها كما حدث لقبيلة "الجلائر" في علاقاتها مع أجداد "جنكيز خان"، وما جرى أيضاً لقبيلتي "القنقران، والأويرات" حينما خضعتا لجنكيز خان، لقد أثرت البيئة التي عاشت فيها تلك القبائل تأثيراً كبيراً على حياتهم الاجتماعية والاقتصادية، فمناخها القاري والسعي وراء الأعشاب لرعي الماشية والأغنام فرضت عليهم مع مرور الزمن نمطاً معيناً من الحياة، فقد عاش الترك المغول الذين أقاموا في منطقة الغابات، حول بحيرة "بايكال" ونهر عامور، عيشة المتبربرين، ويعيشون على صيد الحيوانات في الغابات، وعلى صيد السمك في الأنهار والبحيرة، وأما الذين كانوا يعيشون في الاستبس فقد عاشوا على تربية الخيل والماشية والأغنام، يلتمسون العشب، ويسير الرجل في أثر قطعانه وتوزيع المراعي والمياه حدد مجال تحركهم في فصول السنة وكثيراً ما كانت تحركاتهم نحو المراعي سبباً في المنازعات والغارات والسلب والنهب وما كان يمارسه الرعاة من التدريب المستمر على ركوب الخيل والسعي لاكتشاف المراعي والمياه، واستخدام الأسلحة، وما يتصفون به من قوة الاحتمال، ومعاناة الجهد والتعب، والشجاعة، والميل إلى الحركة، وحب المخاطر، واتساع الأفق، وحب التسلط، كل ذلك جعل رجال هذه القبائل عبارة عن جنود بارعين وجيش جاهز في كل لحظة، وعندما جاء "جنكيز خان" واستطاع توحيد هذه القبائل تحت حكمه، نظم لهم نوعاً من الحياة الاجتماعية مستفيداً

طور بواسطة نورين ميديا © 2015