قتل، ومن أطعم أسيراً أو رمى إلى أحد شيئاً من المأكول قتل، بل يناوله من يده إلى يده، ومن أطعم أحداً شيئاً فليأكل منه أولاً ولو كان المطعوم أميراً لا أسيراً ومن أكل ولم يطعم من عنده قتل، ومن ذبح حيواناً ذبح مثله بل يشق جوفه ويتناول قلبه بيده يستخرجه من جوفه أولاً (?). وقد جاء في حديث لأحد ملوكهم وهو "منكو خان" "1251م ـ 1260م" في لقائه مع الرحالة "رويركي" قال: " ... نحن المغول نعتقد بأن هناك إلهاً واحداً له نحيا وله نموت وعندنا قلب يخفق بحبه، لكن الله أعطى اليد أصابع مختلفة كذلك أعطى الناس طرقاً مختلفة، فقد أعطاكم الكتاب المقدس، لكن المسيحيين لم يحافظوا عليه، وقد أعطى "الشماناس" ونحن نفعل ما يأمروننا به ونعيش بسلام (?). وذكر الجويني: ... أن "جنكيز خان" لم يكن متحمساً لدين معين وأن أولاده مالوا مع رغباتهم فمنهم من مال إلى الإسلام ومن مال إلى المسيحية وآخرون إلى عبادة الأصنام، وغيرهم حسب قاعدة الآباء والأجداد (?)،
وأما ابن فضل الله العمري فيقول: ... الظاهر من عموم مذاهبهم الإدانة بوحدانية الله وأنه خلق السماوات والأرض (?).
وفي تعريف الديانة الشمانية يقول الدكتور القزاز: كانت الديانة الرسمية للمغول تسمى"بالشامانزم" وتتمثل بعبادة مظاهر الطبيعة وخاصة الشمس، وتمتاز بشدة الطاعة لكهنتها الذين يتولون بدورهم الحياة الخاصة لأتباعها، كما يدل على ذلك حديث"منكوخان" إلى الرحالة"رويركي" الذي مر ذكره، ولم تستطع تعاليمها الصمود أمام الديانات الأخرى التي احتك بها المغول، الأمر الذي أدى إلى ذوبانها وتحول المغول عنها إلى البوذية في الصين، والإسلام في البلاد الإسلامية والمسيحية في روسيا (?). وأما أرنولد فقد كتب كانت"الشامانية" الديانة القديمة للمغول، الذين كانوا على رغم اعترافهم بإله عظيم قادر، لا يؤدون له الصلوات، وإنما كانوا يعبدون طائفة من "الآلهة" المنحطة وبخاصة تلك "الآلهة"الشريرة التي كانوا يتقدمون إليها بالقرابين والضحايا لما كانوا يعتقدون فيها من السلطان والقدرة على إيذائهم.