الله تعالى في كتبنا القادمة ونبين الحياة العلمية والفكرية وأشهر الأعلام في عهد المماليك.
إن هذه الأمة تنبض بالحياة، وقادرة على تجاوز المحن العظيمة، وأثبت التاريخ بشواهده ووقائعه بأن طاقاتها الكامنة تتفجر عندما تتعرض للمخاطر والشدائد وحينئذ تستجمع قواها وتستثير كوامنها وتظهر ذخائرها وتتصدى للمشاريع الغازية والمصائب القاسية، بإيمان عظيم وصبر جميل حتى يجعل الله من ظلام ليلها صباحاً مشرقاً ونهاراً مضيئاً، قد رأينا الصحابة الكرام، وفتوحاتهم الربانية وسار على هديهم التابعون بإحسان، ولما جاءت جحافل الصليبيين والمغول تصدى لهم السلاجقة والزنكيين والأيوبيين والمماليك، وكان الإسلام هو المحرك لقادة الجهاد الإسلامي من أمثال عماد الدين، ونور الدين، وصلاح الدين، وسيف الدين قطز، وركن الدين بيبرس، ومن سار على نهجهم، ولسان حال المسلمين في الماضي وفي الحاضر والمستقبل قول الشاعر:
أنا مسلمُ أنا مسلمُ
هذا نشيدي المُلَهمً
من أعمق الأعماق
أبعث لحنه يترنم
رُوحي تُردِّدُه وقلبي
والجوارح والدَّم
شوقاً وتحناناً
لأمجاد لنا تتكلم
أنا مسلمُ أنا مسلمُ
بالرغم ممن يحقدون
أنا هاهنا بشريعتي
في موكب الحق المبين (?)
وبقول الشاعر:
أظننت دعوتنا تموت بضربة
خابت ظنونك فهي شر ظنون
بليت سياطُكَ والعزائمُ لم تزل
منا كحد الصارم المسلول
تالله ما الطغيان يهزم دعوة
يوماً وفي التاريخ برُّ يميني
ضع في يديَّ القيد ألهب أضلعي
بالسوط ضع عنقي على السكين
لن تستطيع حصار فكري ساعة
أو نزع إيماني ونور يقيني
فالنور في قلبي وقلبي في يدي
ربي وربي ناصري ومعيني