هولاكو إعداداً محكماً يكفل لها النجاح، فقد ارسل المرشدين ليختبروا الطريق الذي سوف تمر منه عساكر هولاكو من قراقورم حتى شاطئ نهر جيحون، فأقاموا الجسور على الأنهار العميقة، وعلى مجاري المياه السريعة (?)، ثم رسم لأخيه الخطة التي كان عليه أن يتبعها حيث قال له: إنك الآن على رأس جيش كبير وقوات لا حصر لها فينبغي أن تسير من توران إلى إيران وحافظ على تقاليد جنكيز خان وقوانينه في الكليات والجزيئات وخص كل من يطيع أوامرك ويتجنب نواهيك في الرقعة الممتدة من جيحون حتى أقاصي بلاد مصر بلطفك وبأنواع عطفك وأنعامك، أما من يعصيك فأغرقه في الذلة والمهانة مع نسائه وأبنائه وأقاربه وكل ما يتعلق به، وابدأ بإقليم قهستان في خراسان، فخرب القلاع والحصون، فإذا بادر خليفة بغداد بتقديم فروض الطاعة، فلا تتعرض له مطلقاً، أما إذا تكبر وعصى فالحقه بالآخرين من الهالكين، كذلك ينبغي أن تجعل رائدك في جميع الأمور العقل الحكيم والرأي السديد، وأن تكون في جميع الأحوال يقظاً عاقلاً، وأن تخفف عن الرعية التكاليف والمؤن، وأن ترفه عنهم، وأما الولاية الخربة، فعليك أن تعيد تعميرها في الحال، وثق أنك بقوة الله العظيم سوف تفتح ممالك الأعداء، حتى يصير لك فيها مصايف ومشاتي عديدة، وشاور دقوز خاتون في جميع القضايا والشئون (?)،
وخرج هولاكو على رأس جيشه من قراقورم عاصمة المغول في سنة 651هـ/1253م وفي طريقه لقي مساعدة كاملة من أمراء المغول الذين أعدوا له المأكل والمشرب في جميع المراحل وحرصوا على أن ينظفوا الطريق التي تقرر أن يسلكها جيش هولاكو من الحجارة والأشواك كما أعدوا السفن له لعبور الأنهار الكبيرة، كما قام الأمراء والنبلاء في تلك النواحي بحشد أعداد كبيرة من الجند للإنضمام إلى جيش هولاكو (?)، وفي شهر شعبان سنة 653هـ/1255م وصل جيش هولاكو إلى سمرقند، وأمضى بها أربعين يوماً ثم توجه إلى مدينة كش، وهناك وصله كافة الأمراء والأكابر في خراسان وقدموا خضوعهم وهداياهم له وأقام بهذه المدينة قرابة شهر وجه خلالها عدة رسائل إلى الملوك والسلاطين في البلاد المجاورة طلب منهم معاونته في تحطيم قلاع الإسماعيلية والقضاء عليهم وفي مقابل ذلك تعهد لهم بأن يبقيهم على ولايتهم ولا يتعرض