لهم بسوء، وهددهم بأن امتناعهم عن مساعدته يجرهم إلى الهلاك وأنه سينزل بهم ما ينزل بالإسماعيلية (?).

1 ـ نشأة قلاع الإسماعيلية

1 ـ نشأة قلاع الإسماعيلية: حرص الفاطميون على نشر دعوتهم الإسماعيلية في أرجاء الدولة الإسلامية، ولقيت دعوتهم نجاحاً في فارس والعراق، وإزداد نفوذ الإسماعيلية في عصر السلطان السلجوقي ملكشاه، حتى استولوا على أصبهان، ونشروا فيها دعوتهم في عهد زعميهم أحمد بن عبد الملك بن عطاش، ومن تلاميذه الحسن بن الصباح من أصل يمني، نزح أبوه إلى الكوفة، ثم إلى قم، ومن قم، إلى الري، حيث ولد الحسن وعرف أصول الدعوة من عبد الملك بن عطاش ـ داعية المذهب في العراق ـ ومن سنة 471هـ وصل إلى مصر، بعد رحلة مليئة بالأخطار هدفه مقابلة المستنصر ـ الإمام الفاطمي ـ وبقي في مصر أكثر من سنة، لم يحظ خلالها بمقابلة الإمام، وغادر مصر في سفينة مع جماعة من الفرنجة، وأدى هياج البحر إلى إتجاه السفينة إلى حلب، ومنها عاد إلى أصفهان، ومنها إلى قلعة آلموت، وطارده نظام الملك الوزير السلجوقي الكبير مؤسس المدارس النظامية التي تحدثنا عنها في كتابنا السلاجقة، وتمكن أنصاره من السيطرة على آلموت ـ أي عش العقاب ـ واستولى على القلعة سنة 483هـ (?)، ولما استقر الحسن الصباح في آلموت أرسل الدعاة إلى الأطراف وكان الحسن الصباح يدعو إلى نزار بن الخليفة المستنصر لأن المستنصر قد خلع ابنه الأكبر نزار من ولاية العهد، وأسندها إلى ابنه المستعلى، ورفض الحسن الصباح خلع الابن الأكبر نزار، لأن ذلك يتنافى مع عقائد المذهب الإسماعيلي، الذي يعطي ولاية العهد للإبن الأكبر، وكان الحسن الصباح في مصر أثناء خلع المستنصر للإبن الأكبر نزار، ولما رفض هذا الإجراء سجن في مصر، ثم غادرها، ودعا إلى نزار في البلاد التي سيطر عليها (?)،

وعمل الحسن بن الصباح على توسيع رقعة دولته بعد وفاة السلطان ملكشاه، وكان دولة الحسن الصباح على العقيدة الإسماعيلية الشيعية متطرفة في العقيدة، وانحرفوا عن الإسلام الصحيح، وللرد على مزاعم الإسماعيلية الباطنية ألف أبو حامد الغزالي كتابه الموسوم بفضائح الباطنية داحضاً لإدعاءاتهم (?)، وقد فصلت الحديث عنه في كتابي عن السلاجقة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015