ـ أخذت عقائد الجيش التتاري في التغير بعد الحملات التي وجهوها إلى أوربا، فقد تزوج عدد كبير من قادة المغول من فتيات نصرانيات، وبذلك بدأت الديانة النصرانية تتغلغل نسبياً في البلاط المغولي، وهذا ساعد أكثر على إمكانية التعاون بين التتار والصليبيين.
ـ إستمرت الحروب الصليبية الأوربية على المسلمين في مصر والشام، وكانت مصر والشام في ذلك الوقت تحت حكم الأيبوبيين، ولكن كانت هذه هي آخر أيام الأيوبيين، وقد دار الصراع بينهم وبين بعضهم، وأصبح المسلمون بين شقي الرحى بين التتار من ناحية والصليبيين من ناحية أخرى، ولم يمتنع المسلمون من الصراع فيما بينهم.
ـ في سنة 640هـ توفي المستنصر بالله الخليفة العباسي، وتولى الخلافة ابنه ((المستعصم بالله)) وكان يبلغ من العمر آنذاك ثلاثين عاماً، وهو وإن كان قد اشتهر بكثرة تلاوة القرآن وبالنظر في التفسير والفقه، وكثرة أعمال الخير، إلا أنه لم يكن يفقه كثيراً في السياسة، ولم يكن له علم بالرجال، فاتخذ بطانة فاسدة، وإزداد ضعف الخلافة عما كانت عليه وسنأتي بإذن الله تعالى بذكره بالتفصيل.
ـ لم يبق فاصلا بين المغول والخلافة العباسية في العراق إلا شريط ضيق في غرب إقليم فارس (غرب إيران الآن)، وهو على قدر من الأهمية وإن كان ضيقاً، إذ كانت تعيش فيه طائفة الإسماعيلية الشيعية الخطرة، وكانوا أهل حرب وقتال، ولهم قلاع وحصون، فضلاً عن طبيعة المكان الجبلية، وكانوا على خلاف دائم مع المذهب السني وكراهية شديدة له وكانوا يتعاونون مع أعداء الإسلام كثيراً، فمرة يراسلون التتار ومرة الصليبيين، وكان المغول يدركون وجودهم، ومع ذلك فهم لا يطمئنون لهم، وما كانوا يرغبون في بقاء قوة ذات قيمة في أي مكان على ظهر الأرض (?).
رابعاً: هولاكو والقضاء على الإسماعيلية: لم يكن أمام المغول بعد استيلائهم على أملاك الدولة الخوارزمية أي قوة تستطيع اعتراض طريقهم نحو الغرب وكان الحكام المسلمون يعرفون تمام المعرفة أهمية الدولة الخوارزمية، كحاجز قوي بينهم وبين المغول وعلى كل فقد حرص منكو خان على إعداد حملة