المناسبة لها وكان الجيش المغولي منظماً أحسن تنظيم (?)، وقد مر معنا ذلك هذه هي أهم أسباب سقوط الدولة الخوارزمية، وهي متداخلة ومتشابكة يؤثر كل منها في الآخر تأثيراً عكسياً، فالسبب السياسي يؤثر في العامل العسكري، ويتأثر به وهكذا.

سادساً: وفاة جنكيز خان:

أمضى جنكيز خان شتاء عام 1225 إلى 1226م والصيف التالي في مقره العام عند نهر تولا من إمبراطوريته الكبيرة، وكان محاطاً برفاق موثوقين، كال لهم المديح وقال لهم: لقد ساعتموني وجعلتموني قادراً على العمل الصحيح الذي يجب عمله، وأمسكتم بيدي بعيداً عن عمل الأمر الخطأ، وبفضل هذا السلوك من جانبكم فقد بلغت المرتبة العالية (?).

كان هناك عمل ينتظر التنفيذ، وكان ذلك معاقبة ملك الطانغوط عاهل شي ـ شيا ((أوهسي ـ هسيا)) المتاخمة للتيبت لرفضه، إرسال جيشه للاشتراك في الحرب ضد خوارزم، وكان جنكيز خان يوم تحرك باتجاه الغرب قد قطع على نفسه عهداً بمحاسبة الملك الطانغوطي على ذلك الرفض رغم أنه تابع له، وحشد عام 1226م كل جيوشه ضد الطانغوط، ولكن الثأر وحده لم يكن الدافع على محاربة أولئك القوم، بل كانت هناك أسباب وجيهة أخرى تدعو إلى إخضاع تلك المنطقة، كان صينيو إمبراطورية كين، الإمبراطورية الذهبية، بعد مغادرة جنكيز خان للصين قد نجحوا فاسترجعوا قسماً كبيراً من أقاليمهم، وكان موخولي الجنرال المغولي العامل في الصين نيابة عن جنكيز خان، مشتبكاً في قتال مرير متواصل معهم، وأدرك جنكيز خان أن العوامل الجغرافية تجعل من الصعب، إن لم يكن من المستحيل، توجيه ضربة مميتة إلى الصينيين الذاهبيين بينما السلطة المغولية غير مستقرة ووطيدة في بلاد الطانغوط وكان اهتمامه بهذا الأمر من الشدة بحيث لم يلجأ لتحقيقه إلى أي من جنرلاته، وإنما عمد رغم تقدم سنه إلى قيادة الجيش بنفسه ويدلنا هذا القرار أنه كان لايزال مالكاً لجميع قواه البدانية والعقلية وبدأت الحرب في خريف عام 1226م وكانت البداية ناجحة، غير أنه في فصل الشتاء وفي إحدى مناورات الصيد، جمح جواد جنكيز خان مرعوباً ببعض الخيول المتوحشة التي كانت وفيرة في تلك الأنحاء وألقى بالخان المغولي أرضاً وأصيب جنكيز خان على أثر ذلك بمرض شديد، الأمر الذي دعا أولاده المرافقين له والمتقدمين سناً من جنرالاته إلى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015