وفضائله، وسيرة الرسول في الغزوات وتاريخ صدر الإسلام وإنتصارات الأمة على أعدائها، ويتحرك الخطباء والعلماء والفقهاء في أوساط الناس، ويخرجون مع الجند في المعارك ويشاركون بأنفسهم في قتال الأعداء في الدولة الخوارزمية لا مكانة للعلماء والفقهاء، بل عطلوا عن دورهم، فهذا من أسباب زوال الدولة الخوارزمية.
11 ـ المشروع المغولي: أخذ جنكيز خان قائد المشروع المغولي بأسباب النجاح المادية والقانونية، من قيادة متزنة ووضوح في الهدف، وإعداد الأفراد ومحاربة أسباب الفرقة داخل الشعوب المغولية والأخذ بأصول الاجتماع والاتحاد والوحدة وتقسيم الأدوار، والتخطيط السليم، والادارة الناجحة، والتنظيم المحكم وغيرها من الأسباب، وبالإضافة إلى تدهور أوضاع البلاد الإسلامية لتركهم شريعة ربهم ويمكن إجمال نجاح المشروع المغولي على الدولة الخوارزمية في النقاط التالية:
أ ـ حنكة جنكيز خان وثباته وصبره وتواضعه.
ب ـ إطلاعه الكامل على أوضاع ممالك خوارزمشاه، واستغلال معلومات التجار المسلمين والمترجمين والعارضين بالمسالك والطرق.
جـ ـ الياسا الجنكيزية وأحكامها الصارمة في حفظ النظام بين المغول وإخضاعهم جميعاً لأمر واحد.
د ـ الاتفاق التام بين قواده وأبنائه، حيث لم يكن لأي منهم رأي بعد رأي جنكيز خان، وكانوا جميعاً أدوات لتنفيذ أهدافه، ولم تكن تساور أياً منهم فكرة الاستقلاق أو التفوق على الآخر.
س ـ وحدة اللغة والعادات والتقاليد ووحدة الهدف بين جنود جنكيز خان وهو ما كان الخوارزميون يفتقرون إليه (?).
ع ـ قوة النظم الاجتماعية والحربية عند المغول مقارنة بالخوارزميين، فقد اهتموا بالكيف لا بالكم، فالسلطة العليا كانت في الخان الأعظم فهو المرجع الأخير في كل صغيرة وكبيرة، وهو الذي يشرف على تنظيم الجيش وإعداده ورسم الخطط والمواقع الحربية واختيار الأوقات