التشاور فيما بينهم حول ما يجب عليهم عمله، قال أحدهم: الطانغوط شعب حضري يسكن المدن لا يغادرها، ومن الممكن أن نعود الآن إلى الوطن، لنرجع إلى هذا المكان بعد أن يستعيد الخان عافيته، ووافق المجتمعون على هذا الرأي، ولكن جنكيز خان رفض وقال: إذا نحن ذهبنا فسيظن الطانغوط يقيناً بأننا نخاف منهم، إنني أبقي

للعلاج والشفاء في هذا المكان ولن نبرحه، وسنبدأ فنبعث إليهم برسالة، لنرى ما هو الجواب الذي سيعطونه، وقد وجهت إلى ملكة طانغوط الرسالة التالية: وعدت بأن تكون يدي اليمنى، ولكنك رفضت أن تذهب معي إلى محاربة الخوارزميين، وأضفت الإهانة إلى هذا العصيان، والآن وبعد أن افتتحت بلاد خوارزم فقد جئت أطلب منك ترضية، وكان جواب العاهل الطنغوطي على هذه الرسالة عبارات تحقير وإهانة، وقد غضب جنكيز خان لذلك غضباً شديداً، وهتف صارخاً: أمن الممكن بعد هذه الإهانة أن نذهب بعيداً؟ إني لن أذهب ولو كان وراء ذلك موتي. إني أقسم على هذا بالسماء الأبدية، وقد وفى بقسمه، فدمّر مملكة الطانغوط ودولتهم ولكنه مات في سياق ذلك، كان جنكيز خان مريضًاً منذ سقطته الأخيرة عن ظهر الجواد أثناء الصيد وكان يشعر أن المرض يمتص منه الحياة (?)، ولما اشتد المرض عليه وعرف أن منيته قد حانت استدعى أولاده فأوصاهم أن يخلف ابنه أوكتاي لمزية رأيه المتين، وعقله الرزين، فجعله ولي عهده، فوافقوا على اختياره، وهذا نص وصيته لأولاده: اعلموا يا أولادي الجياد أنه قد قرب سفري إلى دار الآخرة، ودنا أجلي، وأنا بقوة الآلهة والتأييد السماوي، استخلصت مملكة عريضة بسيطة، بحيث يسلك من وسطها إلى طرف منها مسيرة سنة من أجلكم يا أولادي فهيأتها لكم، فوصيتي لكم أنكم تشتغلون بعدي بدفع الأعداء ورفع الأصدقاء وتكونون جميعاً على رأي واحد، حتى تعيشوا في نعمة ودلال وتتمتعوا بالمملكة (?). وهناك في أقليم كان سو الصيني الحديث غير البعيد من مدينة تسن جو أسلم جنكيز خان الروح في النصف الأول من رمضان عام 624هـ الموافق أغسطس 1227م وقد حمل جثمانه إلى منغوليا ودفن في المنطقة التي يخرج منها نهر أونون وكورلين وبقي موضع الدفن سراً من الأسرار كما هي عادة المغول.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015