الامام الرازي في تفسيره: إن المراد من الظلم في هذه الآية: الشرك والمعنى: أن الله تعالى لا يهلك أهل القرى بمجرد كونهم مشركين إذا كانوا مصلحين في المعاملات فيما بينهم، يعامل بعضهم على الصلاح وعدم الفساد (?). وفي تفسير القرطبي قوله: بظلم أي بشرك وكفر "وأهلها مصلحون" أي فيما بينهم في تعاطي الحقوق، ومعنى الآية: أن الله تعالى لم يكن ليهلكهم في الكفر وحده حتى ينضاف إليه الفساد، كما أهلك قوم شعيب ببخس الميكيال والميزان/ وقوم لوط باللواط (?)،

قال ابن تيميه في هلاك الدولة الظالمة وإن كانت مسلمة: وأمور الناس أن تستقيم مع العدل الذي يكون فيه الاشتراك في بعض أنواع الإثم أكثر مما تستقيم مع الظلم في الحقوق، وإن لم تشترك في إثم، لهذا قيل إن الله يقيم الدولة العادلة وإن كانت كافرة ولا يقيم الظالمة وإن مسلمة، ويقال: إن الدنيا تدوم مع العدل والكفر، ولا تدوم مع الظلم والإسلام، وذلك أن العدل نظام كل شئ، فإذا أقيم أمر الدنيا بالعدل قامت وإن لم تقم بالعدل لم تقم وإن كان لصاحبها من الإيمان ما يجزي به في الآخرة (?)، ولقد حدثت مظالم عظيمة في عهد الخوارزميين، من سفك الدماء بغير حق، وقتل للمسلمين، واجتياح المدن الإسلامية ومحاصرتها واستباحتها، كان الجيش الخوارزمي يضرب به المثل في النهب والقتل، وعمل كل قبيح، وكان الزنا فيهم فاشٍ، واللواط غير معذوق بكبر ولا بصغر والغدر خلق لهم، أخذوا تفليس بالأمان، ثم غدروا وقتلوا وسبوا، كانت عساكر جلال الدين أوباشاً فيهم شر وفسق وعتو (?). لقد ساهمت المظالم التي ارتكبها الخوارزميون في زوال دولتهم من الوجود.

7 ـ أنانية محمد علاء الدين الخوارزمي وهزيمته النفسية

7 ـ أنانية محمد علاء الدين الخوارزمي وهزيمته النفسية: ظهرت أنانية محمد علاء الدين في إهتمامه بتأمين نفسه وأسرته ومقربيه وتهاونه في تأمين شعبه، وحافظ جداًعلى كنوزه وكنوز آبائه، وأهل الحفاظ على مقدرات وأملاك شعبه وعادة من يسقط أمثال هؤلاء القواد أمام المحن والشدائد والفتن والمصائب التي تعصف بالأمم والشعوب والدول، وعادة ما تنهزم الشعوب التي تقبل بهذه الأوضاع المغلوبة دون إصلاح، لقد فر السلطان محمد علاء الدين خوارزم من نيسابور واتجه التتار خلفه مباشرة يطاردونه من مدينة في فرار مخزٍ فاضح ووصل إلى جزيرة في بحر قزوين، ونجحت خطة محمد الخوارزمي في الفرار، ورضي

طور بواسطة نورين ميديا © 2015