تصف حجم عِظامها. وفى حديث ابن عمر: أنه كان يجلِّل بُدْنه القُباطى والأنماط.

وفى حديث عمر رضى اللَّه عنه: لا تُلْبِسوا نساءكم القباطىّ فإنَّه إن لا يشفُّ فإنَّه يصفُ"؛ ومعناه أنَّ قباطى مصر ثياب رقاق، وهي مع رقتها صفيقة النسج فإذا لبستها المرأة لصقت بأردافها فوصفتها، فنهى عن لُبْسها وأحبَّ أن يكسين الثخان الغلاظ (?).

والقُبْطية وجمعها القباطى: هي ثياب بيض من كتان تتخذ بمصر، والثوب منها: قُبْطى، نسبة إلى القبط؛ والقبط هم المصريون باللغة الإغريقية، ويحدثنا المقريزى أن المقوقس أهدى إلى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فيما أهدى قباء وعشرين ثوبًا من قباطى مصر؛ كما أن الخلفاء كسوا الكعبة بالقباطى المصرية، وقد عُرف هذا النسيج عند الأوربيين باسم Tapestry (?) .

والذى يؤكد أن الخلفاء العباسيين كسوا الكعبة القباطى قول المسعودي: وظهر في أيَّام المأمون ابن الأفطس ودخل مكّة وجرَّد البيت ممَّا عليه من الكسوة إلا القباطى البيض فقط" (?).

وقد كانت هذه القباطى شديدة البياض والصقل؛ وقد ضرب بها المثل؛ فقيل: كأنه القباطى؛ وقال زهير بن أبي سلمى:

ليأْتينَّك منى مَنْطقٌ قَذعٌ ... باقٍ كما دنَّسَ القبطيةَ الودكُ (?)

وفى الحديث أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- أعطى دحية الكلبى قبطية، وقال: تختمر بها صاحبتك؛ فلما ولى دعاه؛ فقال: مُرْها تجعل تحتها شيئًا لئلا تصف (?). ويبدو أن نسيج القباطى كان يُصنع في مصر منذ العصر الفرعونى، واستمر خلال عصورها التاريخية دون انقطاع، وفى تطوير مستمر، وهو أقدم المنسوجات المصرية المزخرفة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015