شامل يعرفنا بوضوح ودقة كلما طلبنا فيه المعني الدقيق لأى لفظ في أصل استعماله، بمختلف الدلالات المستحدثة التي طرأت عليه في جزيرة العرب وبلاد فارس والشام والمغرب. . . إلخ، أي في كل الأمصار التي كوّنت تلك الإمبراطورية الشاسعة التي امتدت ما بين بلاد الهند والحدود الفرنسية، هو معجم يرسم لنا بالاعتماد على الشواهد والنصوص اعتمادًا مستمرًا تاريخ كل لفظ وكل عبارة، ويميز بين المعانى الخاصة بكل لفظ في قطر عربى ما والمعانى التي كان يفيدها في قطر آخر، بين مدلول كل لفظ عند الشعراء ومدلوله عند الناثرين. ثم هو معجم يشتمل على كل مصطلحات العلوم والفنون مفسَّرة تفسيرًا منهجيًا.
ثم يبين عز وجلozy في مقدمته أننا يمكننا دفع عجلة التأليف المعجمى بثلاث طرق: أولاها هي كتابة حواشٍ معجمية شرحًا لألفاظ مصنف ما أو بتذييل نص ينشر محققًا لأحد المؤلفين بمسرد لغوى يكون مستدركا على المعجم العربي، وهذه الطريقة هي المتبعة إلى الآن، وثانيتهما هي جمع ألفاظ مجال دلالى بعينه، كألفاظ الملبس، أو المأكل، أو المشرب. . . إلخ، وثالثتهما هي الاقتصار على تدوين لغة عصر بعينه، أو قطر بعينه.
ويستنتج من هذا أن المعجم المثالى في نظر دوزى هو المعجم اللغوى التاريخى الجامع الذي يدوّن شتات ألفاظ اللغة العربية وعباراتها ويؤرِّخ لمختلف دلالاتها في مختلف العصور والأقطار بالاعتماد على استقراء النصوص.
وقد نحا دوزى في كل أعماله المعجمية منحى الطريقتين الأولى والثانية من الطرق الثلاث التي ذكرها، فقد ذيَّل نصوصًا حققها أو شارك في تحقيقها لمؤلفين عرب قدامى بمسارد لغوية، كما جمع ما استطاع من ألفاظ مجال بعينه هو الملابس العربية.
ثم اختتم دوزى مقدمة معجمه ببيان الخطة التي اتبعها في هذا المعجم، وهى أنه سيتحرى الدقة عند تناوله للملابس العربية، كما أنه سيعتمد أساسًا على شواهد المؤلفين، ثم يقوم بمعارضة بعضها بعضًا ليصل إلى نتائج يطمئن إليها.