وَلا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً [طه: 114].
وأما تكفل الله تعالى له بالحفظ فقد جاء في قوله سبحانه:
لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ (16) إِنَّ عَلَيْنا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ (17) فَإِذا قَرَأْناهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ (18) ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا بَيانَهُ [القيامة: 16 - 19].
وقد كان جبريل يدارس النبي صلى الله عليه وسلّم القرآن في رمضان، فينزل جبريل على رسول الله ويستمع له القرآن، فيقرأ الرسول بين يديه وجبريل يستمع، ويقرأ جبريل والنبي يستمع وهكذا يدارسه في كل رمضان ما نزل من القرآن مرة واحدة، وقبل وفاته صلى الله عليه وسلّم نزل عليه جبريل مرتين في رمضان فدارسه القرآن حتى لقد شعر عليه الصلاة والسلام- من نزول جبريل مرتين عليه- بدنو أجله، وقال لعائشة رضي الله عنها: «إن جبريل كان ينزل عليّ فيدارسني القرآن مرة واحدة في رمضان وقد نزل عليّ هذا العام مرتين، وما أراني إلا قد اقترب أجلي».
وقد كان الأمر كذلك فقد انتقل في ذلك العام إلى جوار ربه صلوات الله وسلامه عليه وانقطع بوفاته نزول الوحي.
أما كيف تلقى جبريل القرآن عن الله عز وجل، فقد تقدم معنا أنه كان سماعا حيث سمع من الله عز وجل هذه الآيات فنزل بها على رسول الله.
قال البيهقي في معنى قوله تعالى: إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ [القدر: 1].
يريد- والله أعلم- إنا أسمعنا الملك وأفهمناه إياه وأنزلناه بما سمع ..
انتهى.
ومعنى هذا أن جبريل أخذ القرآن عن الله تعالى سماعا ويؤيده ما روي في الحديث الشريف: «إذا تكلم الله بالوحي أخذت السماء رجفة شديدة من