إذا اطردت الفواصل أثرت في النفس تأثيرا عظيما، ولذلك يخرج عن نظم الكلام لأجلها.
أولا: بزيادة حرف أو أكثر.
أ- فمن ذلك زيادة الألف بكلمة الظّنونا في قوله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحاً وَجُنُوداً لَمْ تَرَوْها وَكانَ اللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيراً (9) إِذْ جاؤُكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زاغَتِ الْأَبْصارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَناجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا [الأحزاب: 9 - 10].
لأن آخر الآيات تنوين نصب يوقف عليه بالألف فأضيفت الألف لكلمة الظنون مراعاة للفاصلة.
ب- ومثلها كلمة الرّسولا في قوله تعالى: يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يا لَيْتَنا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا [الأحزاب: 66].
ج- وكذلك زيادة هاء السكت في قوله تعالى: فَأُمُّهُ هاوِيَةٌ (9) وَما أَدْراكَ ما هِيَهْ [القارعة: 9 - 10].
د- ومثلها زيادة الواو والنون بقوله تعالى: وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ [يس: 40].
ثانيا: بحذف حرف أو همزة، كقوله تعالى: وَالْفَجْرِ (1) وَلَيالٍ عَشْرٍ (2) وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ (3) وَاللَّيْلِ إِذا يَسْرِ [الفجر: 1 - 4]، حذفت الياء من كلمة يسري.