نكاد حين تناجيكم ضمائرنا ... يقضي علينا الأسى لولا تأسينَا1
حالت لفقدكم أيامنا فغدت ... سُودًا وكانت بكم بيضًا ليالينَا2
إذ جانب العيش طَلْقٌ من تألفنا ... ومورد اللهو صافٍ من تصافينَا3
وإذ هصرنا غصون الأنس دانيةً ... قطوفها فجنينا منه ما شينَا4
ليُسقَ عهدُكم عهدُ السرور فما ... كنتم لأرواحنا إلا رياحينَا5
مَنْ مُبلِغ ملبسينا بانتزاحهمُ ... حزنًا مع الدهر لا يبلى ويُبلينَا6
أن الزمان الذي ما زال يضحكنا ... أُنْسًا بقربهم قد عاد يُبكينَا!
غِيظ العِدَا من تساقينا الهوى فدعوْا ... بأن نَغَصَّ فقال الدهر: آمينَا7
فانحل ما كان معقودًا بأنفسنا ... وانبت ما كان موصولًا بأيدينَا8
وقد نكون وما يُخشى تفرقُنا ... فاليوم نحن وما يُرجى تلاقينَا
ما حقنا أن تُقروا عين ذي حسد ... بنا، ولا أن تسروا كاشحًا فينَا9
يا ليت شعري ولم نعتب أعاديَكمْ ... هل نال حظًّا من العُتْبى أعادينَا10
لم نعتقد بعدكم إلا الوفاءَ لكم ... رأيًا, ولم نتقلد غيره دينَا11
كنا نرى اليأس تُسْلينا عوارضُه ... وقد يئسنا, فما لليأس يغرينا! 12
يا ساريَ البرق غادِ القصر فاسق به ... من كان صِرْف الهوى والود يسقينَا13