وقبائل الموحدين الذين يجمعهم هذا الاسم ويعمهم -وهم الجند والأعوان والأنصار، ومن سواهم من سائر البربر والمصامدة رعية لهم وتحت أمرهم- سبع قبائل، وأولهم قبيلة ابن تومرت، وهي قبيلة تسمى هرغة، وهي قليلة العدد بالنسبة إلى قبائل الموحدين. ثم قبيلة عبد المؤمن، تسمى كومية، وهي قبيلة كثيرة العدد جمة الشعوب، لم يكن لها في قديم الدهر ولا في حديثه ذكر في رياسة ولا حظ من نباهة، إنما كانوا أصحاب فلاحة ورعاة غنم وأصحاب أسواق يبيعون فيها اللبن والحطب وسوى ذلك من سقط المتاع1. فتبارك المعز المذل المعطي المانع! فأصبح القوم اليوم وليس فوقهم أحد ببلاد المغرب، ولا تطاول أيديَهم يدٌ بكون عبد المؤمن منهم؛ هذا على أنه -كما قدمناه- ينتسب إلى غيرهم. ثم أهل تينمل، وهم قبائل شتى يجمعها اسم هذا الموضع. ثم هنتاتة، وهي أيضًا قبيلة ضخمة جدًّا، وفي بعضها رياسة وشرف في الدهر القديم. ثم جِنفيسة، وهي قبيلة عزيزة منيعة، ولغتها أجود اللغات وأفصحها في ذلك اللسان. ثم جدميوَه، وليست كلها -بل بعضها- رعية. ثم من استجاب للموحدين من قبائل صنهاجة. ثم بعض قبائل هَسْكُورة ...
فهذه جملة قبائل الموحدين المستحقين لهذا الاسم عندهم، والذين يأخذون العطاء وتجمعهم الجيوش وينفرون في البعوث؛ وغير هؤلاء القبائل من المصامدة رعية.
وإذ قد جرى ذكرهم -أعني المصامدة- على هذا النسق، فلنذكر لك الآن -حفظك الله وأصلحك وأصلح بك- القبائل التي يجمعها هذا الاسم، أعني المصامدة، وحد بلادهم؛ لتعرفهم ممن سواهم من البربر؛ فحد بلادهم النهر الأعظم الذي يصب من جبال صنهاجة وينتمي إلى البحر الأعظم، بحر أقيانس، يدعى هذا النهر أم ربيع، عليه قبيلتان، إحداهما تسمى هسكورة، وأخرى صنهاجة؛ وهما من المصامدة؛ وآخر بلادهم الصحراء التي تسكنها قبائل لمتونة ومسوفة وسَرْطَة؛ وهؤلاء ليسوا مصامدة؛ وقد كانت المملكة في هذه القبائل أيام المرابطين كما تقدم. فهذا حد