ثم ذكر لي أن عامتهم ومعظمهم اجتمعوا على تقديم السيد الأجل أبي محمد عبد العزيز ابن أمير المؤمنين أبي يعقوب يوسف ابن أمير المؤمنين أبي محمد عبد المؤمن بن علي، رحمهما الله ونضر وجهيهما وجزاهما خيرًا عن صلاحهما وإصلاحهما.
وأبو محمد عبد العزيز هذا من أصاغر أولاد أبي يعقوب؛ أمه حرة اسمها: مريم، صنهاجية من أهل قلعة بني حماد، تزوجها أمير المؤمنين أبو يعقوب في حياة أبيه؛ وكانت سُبيت هي وأمها: ملكة فيمن سبوا من أهل القلعة؛ فأعتقهما أبو محمد عبد المؤمن، وزوَّج مريم هذه لابنه أبي يعقوب، فولدت له ثمانية من الولد: أربعة ذكور، وأربع بنات؛ فالذكور هم: إبراهيم، وموسى، وإدريس، وعبد العزيز هذا المذكور، وهو أصغرهم؛ توفي موسى بظاهر مدينة تاهرت؛ قتله العرب أصحاب الميورقي في شهور سنة 605؛ وتوفي إبراهيم منهم بإشبيلية وأنا بها في شهور سنة 612؛ وتوفي أبو العلاء إدريس منهم بإفريقية كما سيأتي. والبنات هن: زينب، ورقية، وعائشة، وعُلَيَّة.
لم يتول أبو محمد عبد العزيز هذا شيئًا من أمرهم في حياة أبيه، ولا في حياة أخيه أبي يوسف؛ فلما ولي أبو عبد الله الأمر1 ولاه مدينة مالقة وأعمالها من جزيرة الأندلس؛ وذلك في شهور سنة 598؛ ثم عزله عنها في شهور 603، وولاه أمر قبيلة هَسْكُورة، وهي ولاية ضخمة؛ فلم يزل واليًا عليها إلى أن عزله عنها وولاه أمر سجلماسة، فلم يزل واليًا عليها بقية مدته ومدة ابنه أبي يعقوب، إلى أن قتل هذا الثائر المتقدم الذكر في ولاية أبي يعقوب بن أبي عبد الله؛ فعزله أبو يعقوب عن سجلماسة وولاه مدينة إشبيلية حين عزل عنها أخاه أبا العلاء وولاه أمر إفريقية، فلم يزل أبو العلاء إدريس واليًا بإفريقية إلى أن مات بها في رمضان من سنة 620 على ما بلغني، رحمة الله عليه.
فهذه جملة أخبار هذا الرجل، أبي محمد عبد العزيز المذكور بالولاية لأمرهم كما قالوا؛ ولئن كان ما قالوا حقًّا وتم هذا الأمر له، ليملأنها خيراً وعدلاً، ولتزكُوَنَّ2 الأرض وتُخرج بركاتها، ولترسلن السماء مدرارها؛ بيُمْن نقيبته3 وحسن